أبرز الأخبار

لماذا عاد التيار الى الحوار مع الحزب؟

لم تمض أشهر قليلة على التصعيد السياسي بين حزب الله والتيار الوطني الحر حتى عاد الهدوء الى الجبهات. واستعان كل طرف بعقلائه بحثا عن نافذة يمكن العبور من خلالها نحو ملعب التفاهم المُنتظر ليُصار من بعدها الى تثبيت قواعد اللعبة الداخلية التي اهتزت في الفترة الاخيرة بفعل الهجوم المتبادل بين جمهورَيّ الضاحية وميرنا الشالوحي على خلفية دعم الحزب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

التصعيد الذي واكب العودة الى الحوار، كان مقصودا من قبل التيار الوطني الحر خصوصا بعد ثورة تشرين 2019 التي خُصصت برأي جمهور التيار للاطاحة بالعهد وفرملة اندفاعة الرئيس ميشال عون. هذه الحملة التي قادها أكثر من طرف، يرى التيار أنها كانت مدعومة بطريقة أو بأُخرى من قبل الحزب الذي استفاد بالدرجة الاولى من الازمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، فيما حصد التيار الخسائر على المستوى المناطقي بسبب تمسكه بمواقفه وعلى رأسها الدفاع عن المقاومة كمشروع تحرير لبنان، وبالتالي كان لا بد من رد بعض الاعتبار وتوجيه اسهم الانتقاد نحو الحزب خصوصا في ملف مكافحة الفساد الذي غطى الحزب أربابه ولا يزال يدافع عنهم.

اليوم عاد باسيل الى محاورة الحزب انطلاقا من بعض الثوابت وعلى رأسها تحديث تفاهم مار مخايل بما يتلاءم مع تطورات المنطقة مع تشديد التيار على ضرورة التوسع في البنود المتعلقة بمكافحة الفساد وأُخرى تتعلق بالسلاح ومهمته على المستوى الداخلي. ويعتبر التيار أن سنوات التفاهم مع الحزب لا يمكن طيها من خلال موقف سياسي أو استحقاق رئاسي، بل يجب الدفاع عنها الى أن يشعر الطرفان أن الامور وصلت الى حائط

 

مسدود لا يمكن العودة من بعدها الى طاولة الحوار. وما نشهده اليوم بحسب أوساط الوطني الحر، لا يؤشر الى بلوغ مرحلة اللاعودة المرتبطة بالتفاهم، فالجميع يُدرك حجم التحديات الكبيرة التي تحيط بنا وتتطلب الانفتاح على الحلول لا على الخلافات كما هو حاصل مع بعض القوى فيما بينها.

في المقابل تؤكد مصادر الحزب رغبتها الجدية بإعادة وصل ما انقطع مع التيار، مشيرة الى أن الحزب وعلى رأسه الامين العام السيد حسن نصرالله يرى أن التيار والحزب جزء لا يتجزأ من معادلة الوحدة الوطنية، مشيرة الى أن مقاربة الملفات بالنسبة الى الحزب ستكون في المرحلة المقبلة بعقلية متجددة لا كما حصل في السابق، معترفة بتقصير في مواكبة ملف الفساد لاعتبارات بات يُدركها التيار ويتفهمها الى حد ما ومرتبطة بالخصوصية لدى الثنائي وكانت تحتاج الى تفاهم مع حركة أمل.

اما الملف الرئاسي فالحوار مع التيار بالنسبة للحزب ينطلق من معادلة رفع الفيتو البرتقالي عن مرشح الثنائي سليمان فرنجية وبعدها، لا مانع من أي نقاش بالاسماء الاُخرى مع النائب جبران باسيل شرط أن يُناقش الرجل اسباب معارضته لفرنجية بعيدا عن الحسابات الشخصية التي تحكم العلاقة بين الرجلين والتي تطغى اليوم على رأي باسيل بفرنجية بحسب ما تؤكد مصادر الحزب.

لا تستبعد مصادر الحزب حصول لقاء بين نصرالله وباسيل بعد تثبيت عدد من البنود وهي جوهرية تتعلق بالنظام السياسي في البلد ومستقبل المقاومة داخل النظام، وهذا الحوار ضروري خصوصا واننا نشهد تغيرات على مستوى المنطقة ستلفح رياحها لبنان وعلينا أن نكون جاهزين لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى