أبرز الأخبار

تيمور جنبلاط لا يحب سمير جعجع

“ليبانون ديبايت”محمد مدني

عندما سُئل الأمير محمد بن سلمان عن علاقته الجيدة مع سوريا، أجاب “حين اندلع الربيع العربي لم أكن في السلطة”. هذا يعني أن بن سلمان لم يُلزم نفسه بمواقف أسلافه الملوك والأمراء السعوديين الذين خاصموا النظام السوري لسنوات.

معادلة ولي العهد السعودي قد تنطبق على تيمور جنبلاط، الذي تسلّم السلطة أخيراً خلفاً لوالده وليد جنبلاط. لكن انتقال زعامة المختارة من وليد إلى تيمور ليست “شكلية” كما يصوّرها البعض أو يعتقد، بل فعلية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

 

ليس أفضل من هذا التوقيت كي يتسلّم تيمور رئاسة الحزب التقدمي الإشتراكي مدعوماً بوجوه جديدة شابة في مجلس القيادة. الإنتخابات الأخيرة التي فاز بها تيمور بالتزكية، ستمكّنه من وضع يده على كل مفاصل “الإشتراكي” حزبياً وسياسياً، طبعاً دون أن يغيب وليد جنبلاط الذي سيبقى راعياً ومواكباً وناصحاً لنجله.

كثيرةٌ هي الأمور التي ستختلف مع تيمور عن حقبة وليد جنبلاط، لكن الأخير وضع في عقل ولده خطوطاً حمراء لا يجوز المسّ بها، عدم كسر الشيعة، حسن الجيرة مع المسيحيين والحفاظ على العلاقة الطيبة مع دول الخليج وتحديداً المملكة العربية السعودية.

دون هذه الخطوط أو القواعد الهامة التي التزم بها وليد جنبلاط باستثناء بعض المحطات، ستكون لـ تيمور الحرية المطلقة في أخذ القرارات التي يراها مناسبة، وقد أعطى “جنبلاط الجديد” من خلال الإستحاق الرئاسي الذي لم يُنجز بعد، إنطباعاً بأنه يملك رؤيته السياسية والإستراتيجية الخاصة، وقد تحمّل مسؤولية تباينه مع والده في عدة قرارات كان آخرها رفضه تبنّي ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

مسيحياً، لن يكرّس تيمور جنبلاط التحالف المتين بين الحزب التقدمي الإشتراكي و”القوات اللبنانية” كما فعل وليد جنبلاط. تيمور ورغم حرصه على أفضل العلاقات بين الدروز والمسيحيين، إلاّ أنه لن يحصر تحالفه مع “القوات”، بل سينفتح على جميع القوى المسيحية وخصوصاً ا”لتيار الوطني الحر”.

المقرّبون من تيمور يعلمون أنه لا يكنّ المحبة لرئيس حزب “القوات” سمير جعجع. فارق العمر بين الرجلين وعدم توفر رابط الدم وغياب تأثير مصالحة الجبل التي سبقت نضوج تيمور، كلها عوامل تمنع استمرار علاقة تيمور مع “القوات” كما كانت من والده.

وعلى عكس جعجع، تجمع تيمور مع رئيس “التيار الوطني” النائب جبران باسيل، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، علاقة طيبة وصداقة تساعده في نسج علاقات سياسية سليمة مبنيّة على أساس وتفاهمات واضحة المعالم والأهداف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى