بأقلامهم

جريمة العصر… لا فاعل ولا طائل / ألمحامي لوسيان عون

ألمحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

بالله عليكم أفصحوا عن ودائعنا
أفرجوا عما وعدتونا به
قولوا لنا الحقيقة المرة وان كانت صعبة
أفرجوا عن مدخراتنا
أفرجوا ولو عن جزء منها
صارحونا ولو لمرة في هذا الزمن
قولوا لنا أين استثمرت
أين استهلكت
أين هلكت
من استولى عليها
من أحرقها
من نهبها
من طار بها إلى دنيا أخرى
من حلّلها لنفسه ولنزواته وترفه وشهواته وملذاته
بالله عليكم بقّوا هذه البحصة وافرجوا ضيق صدر ٢٧٠٠٠٠٠ مودع،
واجهوهم بالحقيقة وقولوا لهم الحق والواقع الأليم
بلسموا جراحهم
واتقوا الله فيما فعلت وارتكبت أيديكم من جرائم
ما حرمت أفعالكم طلاباً باتوا جالسين على الأرصفة خارج لبنان، من التعليم
بلا كسوة ومأوى وجامعة ومعهد
أفرجوا عن أموال المرضى المحتاجين للاستشفاء ولعمليات جراحية ودواء
أفرجوا عن تعويضات متقاعد كهل جمعها طوال حياته جنى عمر وعرق ودماء ودموع
كفكفوا عن آثامكم وجرائمكم المخذية بحق الإنسانية
توبوا ولو لمرة واحدة وقولوا للمشردين والمعذبين واليائسين أين أخذت الريح ودائعهم…
أين اضمحلّت مدخراتهم
كيف استبيحت ممتلكاتهم وحقوقهم
بل كيف جمدت ملاحقاتهم القضائية في أخطر تدخل مباشر مع السلطة القضائية لتنييم ملفاتهم ودعاويهم لاسترداد هذه الودائع
بل كيف سحرتم الفاعلين فسيطرتم على السياسيين والنواب لتغطية جرائمكم الشائنة والمعيبة
كيف استبحتم وسمحتم لأنفسكم اعطاء المنهوبين سمحة نفس شهرية تعويضاً عن تبخر أموالهم وحساباتهم المصرفية
بالله عليكم صارحونا، واجهونا، إفصحوا عن سرّ القرن الواحد والعشرين ، عن تحوّل المال الى هواء، عن أضخم عملية اختفاء في مطلع الالفية الثالثة،
عامان ونيف على ” شفط” الودائع تحت عنوان ” الهندسة المالية المخملية” وبتغطية شعارها ” اقتصاد متين وليرة متينة” ارتكبتم جريمة العصر…
لكن. ان أفلتتم من حكم عدالة الأرض كونوا واثقين لن تفلتوا من عدالة السماء.
تبقى الاشارة الى انه مع تطور التكنولوجيا وبوجود ٥٣٠ قاض و ٢٧٠٠٠٠٠ مودع وآلآف الدعاوى المقدمة بموضوع سرقة الودائع….
لا فاعل ولا محكوم ولا طائل حتى الساعة…
بل مجهول…. وأشباح اختلست ونهبت…
فطارت وتبخرت معها حسابات مجموعها مئة وتسعين مليار دولار أميريكي…
ومع ذلك ثمة فاعلين يطالبون بملاحقة المرتكبين وانزال أشد العقوبات بحقهم…!
انحن في جمهورية الأشباح أم الأساطير؟
بالله عليكم كفّوا عن ذرف دموع التماسيح
والتمثيل على المسلوبين والمضطهدين والمنكوبين
عامان ونيف كانا كافيين لإماطة اللثام عن غيّكم وريائكم…
أعيدوا الأموال المنهوبة…. ولبنان عندئذ سوف يكون بألف خير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى