بأقلامهم

إلى لاهاي يا حكام لبنان ولتحاكموا كالنازيين /ميشال جبور

ميشال جبور كاتب ومحلل سياسي

ما معنى أن يصل الدولار إلى عتبة الثلاثين ألفاً وأنتم تتفرجون؟أتعلمون أن مستوى السرقات قد ارتفع إلى ما يفوق التصور؟ أتعلمون أن الفساد لم يعد يستتر بل أصبح موجوداً في كل مكان وكما نقول “على عينك يا تاجر” ؟
البلد لا يُدار باتصال هاتفي بين فلان وعلاّن يا سادة والبلد لا يستطيع أن ينتظر أن يلعب أحدكم دور المصلح والآخر دور المشتاق وغريمه دور المعشوق،ما تفعلونه هو جريمة جديدة بحق الوطن بعد جريمة مرفأ بيروت وكل السرقات التي اقترفتوها بأيدي محظييكم من تجار السوق السوداء.
البلد لا يمشي بأهواء المعرقلين والمماحكين والمنافقين،يا تلامذة غوبلز.
علام نهنئكم؟ على دحر الفساد؟ على تأمين الكهرباء والماء والإستشفاء أم على الوضع الإقتصادي المزري الذي أوصلتم البلد إليه بسبب عرقلتكم لكل ما هو في مصلحة الشعب خدمة لمصالحكم وكرمى لكراسي انتخاباتكم هذا إن تبقى شيء من البلد كي تجري به الإنتخابات،ما أطلق يدكم أكثر هو غياب الثورة التي كان يجب أن تتحول لقوة مدنية ووطنية جامعة وتتوجه لرفع دعوى عليكم وعلى إجرامكم المستفحل بحق لبنان وبيروت وشعبه،ولكن ربما الكل بات ينتظر تلك الإنتخابات المزعومة وربما أيضاً تضمرون جميعكم وتصلون أن يرتفع سعر الصرف أكثر فترخص الأصوات في سوق الإنتخابات.
من تظنون أنفسكم،لبنان أكبر منكم وسيبقى فيما أنتم ومزارعكم إلى مزابل التاريخ يا عديمي الضمير والمسؤولية.
هل تظنون أن فتح دورة استثنائية لمجلس النواب إنجازاً،هذا واجبكم، هل تظنون أن إجتماع الحكومة هو مكرمة منكم، هذا أقل ما يمكن أن تفعلوه لحفظ ماء وجهكم بعد أن أصبح الشعب مقطع الأوصال دون دواء أو غذاء أو عمل.هل تظنون أن مسرحية المعاش والنصف للقطاع كافية كي تهدأ الإضرابات،نصف المعاش الذي تتبجحون به يكاد لا يكفي يومين من المصروف بعد أن سال لعاب تجار السوق السوداء عليه فرفعوا الأسعار بما تشتهيه جيوبهم والمواطن دخل في دهليز تأمين القوت ورغيف الخبز والمحروقات والتدفئة والكهرباء والماء.
أنتم بوطقة من الفاشلين الرعناء،ودولتكم ضربها السفلس والحساب قادم وإن كان ليس من الشعب بل من الرب القدير الذي سيجازيكم وسينتقم للبنان وشعبه كما أتى في الكتاب المقدس.
سئمنا من قاذوراتكم ومن دعمكم وتغطيتكم لأناس يخربون علاقات لبنان بالدول العربية،تغطون من ينهال بالشتم والقدح والذم للسعودية بهراء سياسي وتريدون أن يبتسم لكم صندوق النقد الدولي فيما الدعم غائب عن الشعب وفيما توجهون الشعب للإستجداء من شبكات الدعم لمنظمات غير حكومية.
لستم أكثر من مخربين صغار الحجم،قد انكشفتم أمام شعبكم،وحقيقة دولاراتكم انكشفت ومحاولتكم لطمس التحقيق بتفجير بيروت عورة عليكم وما بقي ربما إلا ورقة تين تستترون بها في قصوركم العاجية التي شيدتموها من أموال الشعب.
لم يعد هنالك ما تفحمون به الشعب بعد أن أقحمتم الوطن في دوامة اللعبة الحقيرة التي تلعبونها،قولوا الحقيقة ولو لمرة، اعترفوا بأنكم عاجزون وتريدون أن يغرق البلد في الفوضى كي ترتفع أسهمكم على طاولة التسويات.
من الطائف إلى اليوم وأنتم تسرقون من الخزينة والبلد فريستكم ولا حول ولا قوة إلا بالله. لكن هذه المرة مسرحيات الخناقات التي تديرونها لتوتير الشارع على المنابر وعلى وسائل التواصل الإجتماعي ظاهرة للعلن وندعو أن يكون الشعب أوعى قد يحتاط من مآربكم وخططكم الشيطانية.
إذهبوا واندحروا وتذكروا ما قيل في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية:”لي النقمة أنا أجازي يقول الرب”.
لبنان له ربه ولبنان لا يدار باتصال هاتفي يا تلامذة غوبلز وإلى لاهاي يا من تدعون حكم لبنان وبئس المصير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى