أبرز الأخبار

“المستقبل” المأزوم.. أعداؤه الجدد السنيورة والقوات اللبنانية!

كل الأنظار تتجه إلى الساحة السنّية انتخابياً. يمكن للسنّة أن يكونوا أصحاب القدرة على تغيير ميزان البرلمان. خارجهم، أصبحت الوقائع والتحالفات معروفة. بينما لا تزال البيئة السنّية تشهد المزيد من حالات الأخذ والردّ، النكايات والطعنات، قبل انتهاء موعد الترشيحات. وستستمر خلال فترة تشكيل اللوائح.
يتحرك الرئيس فؤاد السنيورة بنشاط مكثف، سعياً إلى ترتيب الوضع في هذه المرحلة الانتقالية، فيما عزف الرئيسان سعد الحريري وتمام سلام عن خوض الاستحقاق، على أن يحسم الرئيس نجيب ميقاتي موقفه الأسبوع المقبل، مع ترجيح أن لا يترشح.

ميقاتي وخياراته
عوامل كثيرة تتحكم بأي قرار ستتخذه أي شخصية سنّية. ضغوط كثيرة يتعرض لها كثر، وحسابات أخرى تحكم القرار الذي سيتخذه آخرون. فالرئيس نجيب ميقاتي، وبعد إعلان الحريري عزوفه عن الترشح، أشار إلى أنه ضد مقاطعة الانتخابات. صحيح أنه لم يعلن أنه مرشحّ واستمر بدراسة خياراته، لكن ما سيحتكم إليه عامل من إثنين. الأول، إما خوض المعركة الانتخابية بشخصه، أو اللجوء إلى دعم لائحة مؤيدة له. بحال قرر ميقاتي عدم الترشح، يكون ذلك لاحتمال من إثنين. إما أن الرجل لا يريد خوض المعركة، طالما أنه رئيس حكومة وقد يعود هو إلى رئاسة الحكومة في ظل عدم توفر البديل، أو أنه تلقى نصائح بعدم الترشح ويلتزم بها، مقابل سعيه للعودة إلى رئاسة مجلس الوزراء. خصوصاً أنه في حال خاض الانتخابات قد لا يحصل على كتلة كبيرة. وقد يكون هناك شخصية تمتلك كتلة سنّية أكبر من كتلته، وحينها سيصبح من الصعب عليه ترؤس الحكومة.

ضغوط على السنيورة
أما على ضفة السنيورة، فقد شكّل الكلام عن لقاء بينه وبين مسؤول أمني سعودي رفيع، نوعاً من رد الفعل الإيجابي، سياسياً وشعبياً، كإشارة ضمنية إلى أن الساحة السنية غير متروكة، ويمكن العمل في سبيل تحصينها. لذلك، يسعى السنيورة إلى الاستمرار بالبحث عن المرشحين في مختلف الدوائر، وكيفية تشكيل اللوائح والتحالفات، والتي ستتركز مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي. في المقابل، يتعرض السنيورة لمحاولات تطويق وتهشيم من قلب البيت السنّي الداخلي، من خلال محاولات الضغط على شخصيات لعدم الترشح معه، أو من خلال تكثيف الحملات لمقاطعة الانتخابات. مع ذلك، يسعى السنيورة إلى تشكيل لوائح في كل لبنان بالتحالف مع القوات والاشتراكي أو مع شخصيات سنية وغيرها، لتأمين الحضور وسد الفراغ.

سلوك “المستقبل”
هنا يقف السنّة أمام استحقاق أساسي، لا بد فيه من تجاوز كل الحسابات الشخصية، والتطلع بمنظور سياسي ووطني، خصوصاً أن الانقسام الانتخابي سيعود إلى ما كان عليه الوضع سابقاً أي ما يشبه 14 و8 آذار، في ظل ضياع قوى الثورة والمجتمع المدني وأحزاب التغيير. ويتعرض السنيورة لأكثر من محاولة تطويق أو حصار، سواء بالضغط من قبل مسؤولين في تيار المستقبل على شخصيات محتملة للترشح، أو تمتع تيار المستقبل بقدرة انتخابية هائلة من خلال المعلومات التي يمتلكها والماكينات الانتخابية وغيرها، للتأثير سلباً على حركة السنيورة، من خلال الضغط على مصطفى علوش مثلاً، أو شخصيات أخرى، لإبعادها عن التحالف مع السنيورة أو تشكيل جبهة موحدة معه. كذلك أُجريت اتصالات بالعديد من الشخصيات بينهم نائب مستقبلي في عكار طُلب منه عدم الترشح، لكن جواب هذا النائب كان الرفض المطلق، معتبراً أنه لا يمكن التعاطي مع الناس بهذه الطريقة التي فيها نوع من الطفولية السياسية، فتارة يقولون لهم بإمكانية ترشحهم من دون استخدام اسم التيار، وتارة أخرى يطلبون منهم عدم الترشح. والأمر نفسه حصل مع عاصم عراجي مثلاً الذي أعلن عزوفه، وهناك محاولات مع محمد القرعاوي أيضاً.

محاربة القوات أيضاً!
ما يسعى إليه المستقبل أيضاً هو تطويق ومحاصرة القوات اللبنانية وليس فقط السنيورة، أولاً من خلال شن حملة تخوين على كل من يحاول التواصل مع القوات، وثانياً من خلال تسعير الخلاف حول القوات في طرابلس، لمنع تشكيل لائحة مشتركة، كما كان الحال بالنسبة إلى تسعير الوضع البيروتي تحت عنوان رفض بيروت لأن يترشح فيها أي شخص من خارجها. وهذا من ضيق الأفق وصغر التفكير وقلة الحيلة، ما يؤدي إلى تصغير دور السنة أكثر وتقزيمه.

وتستمر المحاولات المستقبلية لتطويق القوات في صيدا مثلاً. إذ تعتبر القوات أنها قادرة على توفير حاصل انتخابي في دائرة صيدا جزين بحال تمكنت من التحالف مع شخصية صيداوية، وهذا ما تتم محاربته، والأمر نفسه في البقاع الغربي أو زحلة.

سيستمر هذا النوع من الصراعات من الآن حتى تشكيل اللوائح، وما بعدها أثناء عملية التصويت، وسط معطيات تفيد بأن الضغوط ستتكثف للجم السنّة عن المشاركة في الانتخابات ورفع نسبة المقاطعة، كي يظهر من وصل إلى المجلس النيابي بأنه مطعون بشرعيته السنية.

المصدر: جريدة المدن الألكترونيّة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى