أخبار محليةخاص

ارقام وهمية للوافدين… حذاري ألخداع!

تحقيق Almarsadonline

رب سائل هل كل من يطأ مطار بيروت قاصداً ربوع لبنان  ينعش الإقتصاد ويشغل الفنادق والمطاعم والملاهي ويحرك الدورة الاقتصادية في المتاجر والمصانع؟

طبعاً لا لأن المتابعين رصدوا على مدى أعوام رغبات القادمين وهوياتهم ومبتغاهم، فتبين ان ليس كل من قدم الى لبنان يمكث أشهراَ عدة ويجلب آلآف الدولارات ويصرفها في المتاجر والحوانيت والمطاعم اللبنانية.

فالقادمون ينقسمون إلى فئتين : فئة من المغتربين اللبنانيين او المتحدرين من أصل لبناني يقصدون عائلة معينة، القسم الاكبر يبيت عندها او بملكهم لاسبوع ام اسبوعين خلال فرصة عمله التي يستغلها في الخارج، وهو يصطحبها لمرة او اكثر الى مطعم اَو ملهى لقضاء سهرة او بهدف الغداء في مطعم، ويصرف مبلغاً معيناً جلبه بمعيته، وقد يساعد اقاربه بالبعض منه قبل عودته الى المهجر، وهو لا يعد سائحاً لانه لا يبيت في الفندق ولا يشغل مطاعمه بل يتبع برنامجاً مختصراً للتوفير قدر الامكان، حتى انه يستغني عن استئجار سيارة في بعض الاحيان مستخدماً سيارته المركونة في لبنان ام واحدة بالاعارة من والديه ام اشقائه ام احد اقاربه

اما الفئة الثانية فهي فئة السياح الاجانب، هؤلاء الذين يحجزون الفنادق ويرتادون الملاهي والمسابح يومياً ويستأجرون السيارات طيلة اقامتهم في لبنان، وينفقون الدولارات طالما مكثوا في لبنان ،ويشترون ما طاب ولذ لهم، فانفاقهم يحتسبونه على مدى ايام اقامتهم ولو استمرت اسابيع وأكثر، هؤلاء يعوّل على انفاقهم العملة الصعبة لانعاش الاقتصاد.

اما الذين يساعدون عائلاتهم من الخارج فمعظمهم يفعلون ذلك سنوياً ولو لم يأتوا صيفاً الى لبنان لان المساعدة السنوية وغير مشروطة كما ان مقدارها منتظم شهرياً من حيث المبدأ ما خلا المصاريف الطارئة ان لجهة الطبابة ام الاستشفاء أم التعليم

وعليه من الخطأ الركون الى عدد الوافدين ومقارنته بالاعوام السابقة، بل يجب معرفة اعداد السائحين من عداد المغتربين الوافدين لان السائحين ينفقون أضعاف ما ينفقه اللبناني الوافد خاصة من يملك مسكناً وسيارة ووسائل النقل والتاكسي ويتحاشى الانفاق في ظل الغلاء الفاحش فيشتري الضروري من السلع والمواد الغذائية ويقضي فرصته في مسكنه ويلتزم العيش على غرار ما يتبعه كافة اللبنانيين من اختصار للانفاق.

بعض الوزارات تعتمد الخداع وتبني على أرقام ومعطيات وهمية، لكن تفاجأ الدولة في نهاية الصيف وتصاب بخيبة أمل لانها لم تغوص في العمق وتدقق في صحة المعطيات والدراسات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى