بأقلامهم

الناس راجعة من الحرب وإنتو رايحين تقاتلوا / المحامي لوسيان عون

خاص المرصد اونلاين

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

شعارات بالية استهلاكية فارغة من اي مضمون، وغير قابلة للصرف، تلك التي تطرحونها عن يأس بعد سلسلة حلقات ” الاصلاحيات والتغييريات في المنظومات والتركيبات” التي اطلقتموها منذ العام ١٩٨٩ والتي لا تزالون ترددون صداها حتى اليوم فيما لم تأت للبنان سوى الخراب والدمار والقتل والهجرة الجماعية .
الناس عائدة من حروب مدمرة اخترعتموها وخضتوا غمارها وخسرتموها تباعاً ،ولم تتركوا لا صديقاً ولا حليفاً ولا رفيقاً ولا اخاً يتشفع بكم، حاربتم الكرة الارضية وسائر المجرات، ولم تعرفوا يوماً مع من تتصالحون ،
اليوم تطرحون اللامركزية المالية والادارية فيما فككتم اوصال لبنان مناطق وأحياء اختلط فيها الحابل بالنابل ولم يعد من تقسيمات طائفية ولا مذهبية ولا جغرافية او جيو سياسية تفرق بينها بل خليط من السكان بينهم الملتزم بقوانين الدولة والغير ملتزم والشاذ عن تطبيق القوانين والمتمرد والمتسلط والمنتفض والعاصي عن الاعتراف بالدولة ام الدويلات.
لو ما زلنا في العام ١٩٧٤ لكان بالامكان تطبيق ما تطرحونه، لكن في العام ٢٠٢١ ، على اي حي تطبقون شعاركم الساقط سلفاً، هل في ضواحي بيروت التي باتت تضم كل هذه الفسيفساء والشرائح الخليط التي أسلفنا ذكرها على قرى الجنوب أم قرى صيدا ام عكار أم طرابلس ام بيروت؟!
ايها الأغبياء في السياسة والجغرافيا والتاريخ والتربية المدنية، لقد سبق السيف العزل، وانتصرت عليكم الغلبة، غلبة الأذكياء على الجهلة، وسيطر عقل حلفائكم على طمعكم وجشعكم وتوقكم للصفقات والسمسرات في غمرة رهاناتكم الفاشلة ونصبكم كمائن لاشقائكم والاقربين منكم والابعدين ،ولم يعد لديكم او تحت سيطرتكم مناطق تناسبكم لبسط سيطرة حلمكم عليها الا وهو اللامركزية الادارية، وقد بات لبنان بأسره من اقصى شماله الى اقصى جنوبه مركزية سياسية تتحكم بها ثنائية اقريتم بانها خنقتكم بطوقها على عنقكم حتى حرمانكم من ممارسة صلاحيتكم بدعوة مجلس الوزراء للانعقاد فيما ذريعة عدم توفر بدعة الميثاقية بات عنواناً لتعطيل أشد هولاً من تعطيلكم للمؤسسات، فبات التعطيل سيفاً ذو حدين، ولم يعد يشكل سلاحاً حصرياً احادياً بيدكم، بل انبرى منتشراً في كل حي وقرية ومدينة….
اثنان وثلاثون عاماً من فقاعات الصابون كافية لازاحتكم عن مسرح اللعبة السياسبة بعدما استنفدت محاولاتكم اليائسة للتمسك بالمناصب ،
كفى تجارب قضت مضاجع اللبنانيين وافلستهم وافقرتهم فتحولوا الى شعب متسول على ابواب السفارات والمستشفيات والمستوصفات والمؤسيات الضامنة والمصارف….
كفى تهوراً واحتيالاً ودجلاً ورياءاً وكفراً ضناً بمن تبقى من شباب لبنان وشيبه الباقي على قيد الحياة رغم هول الأزمات…
وان كنتم تتسلحون بما تحكمتم به من مقدرات، فقد آن الأوان لتغيير نهج الضحك على الذقون،
لقد حان موعد المحاسبة واسترداد الحكم من أيديكم كما استرداد الاموال المنهوبة واسترداد السيادة….
لقد حان موعد تلاوة كلمة الحق في صناديق الاقتراع…
ما زرعتموه ستحصدونه في هذه الصناديق
ولهذا تعطلون الاستحقاق التاريخي
وانتم على قناعة بقرارة نفسكم أنه آن وقت الحساب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى