أخبار محلية

عون إلى سوريا في السنة الجديدة

كتب جان الفغالي

منذ فترة استضافت إذاعة ” النور” التابعة لحزب الله السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي . في سياق المقابلة ، وفي معرض الإجابة عن احد الأسئلة، استُشفَّ من الجواب ان سوريا كأنها عاتبة على الرئيس عون لأنه لم يزرها منذ مدة طويلة .

ربما وصل هذا ” العتب الناعم ” إلى الأَسماع في قصر بعبدا ، ولاسيما إلى الوزير السابق لشؤون الرئاسة ، والمستشار الدائم بيار رفول ، وهو ابرز مهندسي العلاقة بين الرئيس عون وسوريا ، ليس منذ اليوم بل منذ العام 1990 ، ففُهِمَت رسالة العتب، وكان ” قرار” بالإعداد لزيارة يقوم بها الرئيس عون لعاصمة الأمويين ، ليس لتفقد قرية ” براد ” حيث قيل إن رفات القديس مارون موجودٌ فيها، بل لإحياء دفء العلاقة بين قصر المهاجرين وقصر بعبدا ، بعدما بردت نسبيًا هذه العلاقة منذ اندلاع الحرب السورية في آذار 2011 .

ماذا يمكن ان تكون عليه بنود المحادثات المرتقبة بين الرئيس السوري بشار الاسد ، والرئيس اللبناني العماد عون ؟

بندان معلنان في المحادثات : النازحون السوريون في لبنان ، والتهريب بين لبنان وسوريا . لن يكون الرئيس عون في حاجةٍ إلى طولِ شرح لهذين البندين لأن الرئيس الأسد يعرف دقائقهما تمام المعرفة ، كل المسألة تتعلَّق بالقرار ، فهل سوريا جاهزة للسماح للنازحين بالعودة ؟ وفي حال لم تكن جاهزة ، ماذا بإمكان لبنان أن يفعل ؟ هل بإمكان سوريا ان تعطي ضمانات للمجتمع الدولي بأن العائدين لا يُلاحَقوا؟

البند الثاني لا يقل اهمية ويتعلق بالتهريب على المعابر البرية غير الشرعية بين لبنان وسوريا.

أيضًا هذا البند يعرفه الرئيس الاسد تمام المعرفة،فمن الجانب السوري ، هناك ” رجال النظام ” الذين يشرفون على التهريب ، وهكذا تكون العبرة في التطبيق وليس في رفع الشعارات واليافطات.

لكن ما هو اهم من الملفات المعلنة ، الملفات غير المعلنة . زيارة الرئيس عون لسوريا تأتي في سنة “الانتخابات المزدوجة “: النيابية والرئاسية ، وفي ظل العودة النسبية للتاثير السوري في لبنان ، والتراجع النسبي لشعبية التيار ، فهل تصرف سوريا “فائض تأثيرها” في صناديق الإقتراع لمصلحة لوائح التيار ؟ هل تعيد ” ضبط العلاقة ” بين التيار وحزب الله ، خصوصًا أنها حليفة للحزب وللتيار ؟

ماذا عن ملف انتخابات رئاسة الجمهورية ؟ هل تأتي الزيارة ، في شقِّها الرئاسي ، على حساب العلاقة التاريخية بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه و” بيت الأسد ” ؟ هل تعطِّل الزيارة الفرصة الثانية لوصول فرنجيه إلى قصر بعبدا ، بعدما عطَّل الفرصة الأولى ، بالترتيب ، قرار حزب الله بترشيح العماد عون دون سواه ، وتسوية باريس بين الرئيس سعد الحريري ، عبر السيد نادر الحريري ، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، واتفاق معراب ؟

يقول عارفون بالعماد عون : مَن يزور عين التينة وبيت الوسط ومعراب ، لضمان الوصول إلى قصر بعبدا ، لماذا لا يزور دمشق لمحاولة ” ضمان ” وصول ” وريثه السياسي ” إلى قصر بعبدا ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى