أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف الصادرة يوم الاثنين ١ أيار ٢٠٢٣

كتبت النهار
عن لبنان تحدّث العسكري الكبير المتقاعد نفسه والمنتقل بعد ذلك الى موقع رئيسي ومهم جداً في “إدارة” أميركية تتعاطى مع الخارج وقضاياه، قال: “أشك في نجاح لبنان في الإفادة من غازه ونفطه بعد نجاحه في ترسيم حدوده البحرية مع إسرائيل قبل أشهر عدّة وبدء الاستعداد للحفر والتنقيب عنهما في مياهه، وذلك متوقّع في أيلول المقبل على ما قيل. وشكّي هذا نابع من شكّ في موقف إسرائيل. هل هي صادقة في الترسيم وفي ترك لبنان يستفيد من ثروته النفطية والغازية في حال وجودها؟”.
قلتُ: إذا منعت إسرائيل لبنان من محاولة التنقيب عن النفط والغاز ثم من استخراجهما وبيعهما فإن “حزب الله” لن يسكت عن ذلك. وهو قادر استناداً الى تصريحات قادته ومواقفهم وفي مقدمهم السيد نصرالله على منع استغلال إسرائيل حقل “كاريش” التابع لها والمجاور لمناطق التنقيب اللبنانية، وربما يحاول أيضاً منعها من استغلال مواردها من السلعتين نفسيهما في أماكن أخرى من المتوسط، وذلك باستعمال المسيّرات (درونز) والقصف الصاروخي. طبعاً لا بد أن يدفعها ذلك الى الرد الذي سيُحدث دماراً كبيراً في لبنان لكنه قطعاً سيوقع بإسرائيل دماراً كبيراً أيضاً. هل يتحمّل نتنياهو ذلك؟
انتقل الحديث بعد ذلك الى إيران والسعودية بعد اتفاقهما الذي رعته الصين قبل أسابيع، فسألتُ عن دوافعه وأسبابه وأهدافه ومصيره. أجاب العسكري الكبير المتقاعد والمنتقل لاحقاً الى العمل الحكومي الخارجي، قال: “ربما تخاف إيران من تثوير السنّة من مواطنيها ضد النظام الإسلامي “الشيعي” الحاكم فيها منذ 1979. وهذا أمرٌ السعودية قادرة على الدفع في اتجاهه، وإيران تعرف ذلك تمام المعرفة لكنها تتجاهل هذه القدرة وتكتفي بالإشارة عند كل عملية “إرهابية” في رأيها الى اتهام المملكة بالوقوف وراءها أو بالتحريض على القيام بها. يجب مساعدة وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان على تحديث السعودية، وعلى تأسيس جيش فعلي فيها قوي وكبير وحديث ومدرّب جيداً وقادر على الدفاع عنها كما على التصدّي لمحاولات الاعتداء عليها مباشرة وبالواسطة. وعليها الاستمرار في تحديث نفسها في مختلف المجالات وعلى الانفتاح، كما على فتح باب العمل السياسي وإن الجزئي للسعوديين تلافياً لنجاح “الوهابيين” المتشدّدين في استعادة الجمهور السعودي ولا سيما الشباب منه الذين يتابعونهم على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. وعدد هؤلاء ليس قليلاً. مشروع بناء مدينة نيّوم “السوبر حديثة” على البحر الأحمر كان يُمكن أن ينتظر رغم أنه إنجاز مهم جداً”. سألت: من المسؤول عن الذي حصل لأميركا في السعودية ولم تكن تنتظره فضلاً عن أنه كان مسيئاً لها وماسّاً بمصالحها؟ أجاب: “أميركا مسؤولة عما حصل لها في السعودية. هي تحالفت معها منذ نحو 80 سنة وكان ذلك مع مؤسّسها الراحل الملك عبد العزيز آل سعود. لكنها لم تحفزّها على بناء دولة جدّية وقويّة وعلى إقامة مؤسّسة عسكرية مهمة وقويّة وحديثة وخاضعة لتحديث مستمر ولتقوية مستمرة وذلك من أجل الدفاع عن نفسها أمام أي عدو أو طامع داخلي وإقليمي وحتى دولي. لهذا السبب عندما انشغلت أميركا بقضايا إقليمية أي شرق أوسطية وأخرى عالمية عدّة أهمها الصين وصعودها الكبير والسريع وروسيا بوتين الطامحة الى استعادة الأمجاد القيصرية والسوفياتية، بدأت توحي للمملكة وحتى لغيرها في المنطقة أنها لم تعد مهتمة بها أو قادرة على هذا الاهتمام، وأنها قد تنسحب منها أو على الأقل تخفّف التزاماتها حيالها. طبعاً شعرت السعودية بالخوف ومعها شقيقاتها الخليجيات وبدأت تبحث عن جهات دولية قوية وقادرة على مساعدتها بحماية نفسها ولا سيما في المرحلة التي شكّلت فيها إيران ولا تزال تشكّل تهديداً مُعلناً ورسمياً لها منذ تأسيسها عام 1979. لعل هذا الأمر هو الذي دفع المملكة وشقيقاتها المذكورة أعلاه الى دعم عراق صدام حسين ومدّه بالمال بلا حساب في غزوه أو بالأحرى حربه على إيران عام 1980. لكن النتائج في المحصلة لم تكن مشجعة إذ انكفأ صدام عن المناطق الحدودية الإيرانية المتاخمة التي احتلها في بداية الحرب، وكاد يخسر الحرب تماماً لولا إقدام أميركا على مساعدته بكل ما تمتلك من أسلحة ومعلومات وخطط وإحداثيات وباستمرار الدعم الخليجي المالي له الأمر الذي أجبر المؤسّس الإمام الخميني الراحل على قبول قرار أُممي بوقف الحرب. هذه المرحلة شجّعت إيران على الاستمرار في سياسة تخويف الخليج وتحديداً السعودية وتهديدها فعلياً. وكان تبنّي إيران قضيّة حوثيّي اليمن “القشة التي قصمت ظهر البعير”، إذ دفع المملكة الى شنّ حرب عليهم عام 2015 بجيش لا خبرة قتالية له ويحتاج الى أمور كثيرة كي يستطيع أن يخوض حرباً جدّية ويفوز عسكرياً فيها أو على الأقل كي يحمي بلاده من الاعتداءات الصاروخية الإيرانية عليها ولكن بواسطة حوثييها. هذه الأمور كلّها أخافت السعودية والخليج فقرّر وليّ عهدها الشابّ والطموح والذكيّ وربما المتسرّع أيضاً انتهاج سياسة تقوّي بلاده في مختلف المجالات، وتتيح لها الاعتماد على جهات دولية كبرى عدّة وإن متناقضة في ما بينها أو متعادية. انعكس ذلك سلباً على مواقفه من أميركا. لكن الأخيرة عادت وأكدت للمملكة أن الخليج مهم لها، وأن مواجهة الصين لا تكون بتركه لها ولأعدائها أو منافسيها مجاناً هم المحتاجون الى نفطه وغازه بقوة. وأكدت لها أهميتها الاستراتيجية الكبيرة لها وقرارها حماية حلفائها وهي منهم ولا سيما في البحر الأحمر وشط العرب وبحر عُمان. لكنها طلبت من هذه الدول وفي مقدمها السعودية بناء نفسها بقوة حمايةً لها أولاً، وأكدت استعدادها الدائم لحمايتها عسكرياً عند الحاجة. أما صيغة الحماية السابقة المطلقة فلم تعد موجودة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى