أخبار محلية

هل تَفعلها القوات وتنتخب فرنجية رئيسا؟

علاء الخوري/ليبانون فايلز

يتواصل البحث في الاروقة الخارجية عن مخارج لاتمام الاستحقاق الرئاسي في الشهرين المقبلين. وتنطلق المحادثات التي تقودها فرنسا مع المعنيين من قناعة تؤكد الدور المحوري للمملكة العربية السعودية بالتوافق مع ايران حول اسم الرئيس العتيد.

واذا كان محور ايران في الداخل اختار سليمان فرنجية كمرشحه الرسمي، فإن الطرف الآخر المعارض لا زال يبحث عن اسم جدي يكون توافقيا بين الاطراف من معارضين وتغييريين وقادر على مزاحمة فرنجية، ولكن حتى الساعة لا توافق على الاسم في ظل تباين جوهري في الافكار بين القوى التي تُشكل المعارضة اللبنانية.

وعلى وقع الحديث عن غطاء مسيحي يوفر “الميثاقية” للرئيس العتيد يبرز دور كل من حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر المعارضان في الجوهر لوصول فرنجية الى بعبدا، غير ان التطورات في المنطقة والتقارب السعودي الايراني من شأنه وفق مصادر مطلعة أن يساهم بإقناع الطرفين أو احدهما على السير بفرنجية إن رُبط هذا الاقناع بسلة متكاملة لسنوات الحكم الست القادمة.

وبالاحتكام الى العلاقة السياسية التاريخية بين حزب القوات والمملكة العربية السعودية يسأل “الممانعون” عن موقف معراب من الاستحقاق الرئاسي في حال اقتضت التسوية وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة وبمباركة سعودية – ايرانية؟

يؤكد مقربون من معراب أن موقفها لن يتبدل بالنسبة للاسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية وهي تنطلق من قائمة مواصفات لتأييد مرشحها، وبرأيها فإن فرنجية يمثّل ليس فقط امتدادا لمحور حزب الله، بل أيضا لمحور فساد في البلاد طالما أنه يتبنى سياسة “الترقيع” وهو غير قادر على السير بالتوصيات التي يتحدث عنها صندوق النقد الدولي لاخراج لبنان من أزمته. ويسأل هؤلاء: “هل يتبنى فرنجية اعادة هيكلة القطاع العام وترشيق الادارات عبر الاستغناء عن الكثير من الموظفين غير المنتجين والمحسوبين في غالبيتهم على الثنائي حزب الله حركة أمل؟ وهل بإمكان فرنجية التعهّد للمملكة العربية السعودية بإطلاق حوار جدي بشأن سلاح حزب الله يخلص الى نتيجة حاسمة تقتضي نزع سلاح الحزب في غضون سنتين لا اكثر من ولايته؟ وماذا أيضا عن القطاع المصرفي واموال المودعين ووضع استراتيجية نقدية بعيدة عن مصالح القوى التي سمّته والتي تسعى الى الهيمنة على القرار المالي اللبناني؟.

وفي حين يحسم المقربون من معراب النتيجة سلفا بعدم قدرة فرنجية على تطبيق أي التزام أو تعهد، يستذكرون الفيديوهات التي انتشرت عبر الهواتف المحمولة عندما تم تعيين فرنجية وزيرا للداخلية قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكيف ظهر مناصروه وهم يشعلون أجواء مدينته زغرتا بالرصاص الحي ابتهاجا لهذا التعيين. وكيف تحولت وزارة الداخلية حين كان الوزير يوسف فنيانوس مستشارا لفرنجية في الوزارة الى مركز خدمات يُقدم رخص الزجاج الداكن ومحال الترفيه. فهل سيعيد الزعيم الزغرتاوي السيناريو نفسه في حال وصل الى سدة الرئاسة؟.

لا يتقبل القواتيون وصول فرنجية الى بعبدا حتى ولو رضخت القيادة في معراب الى التغييرات التي قد تطرأ، فهؤلاء يعتقدون أن الامور ستزداد سوءا وربما لن يتمكن فرنجية من مواصلة ولايته. في المقابل يعتبر الطرف الآخر المؤيد لفرنجية أن قطار التسوية في المنطقة انطلق وعلى المسيحيين وتحديدا التيار والقوات الاستفادة من تجربة حرب الالغاء والتحرير وبعدها الطائف عندما اتخذ قرار نفي الرئيس ميشال عون وسجن رئيس القوات لأنهما رفضا التسوية، واليوم وفي حال تم التوافق العربي والدولي على فرنجية فان كل من يعارض هذا التوافق سيكون مهمشا وستسير القافلة من دونه، وأن الايام المقبلة ستشهد على ذلك. ويشير هؤلاء الى امكانية أن يمضي حزب القوات بتأييده فرنجية في حال حصل جعجع على ضمانات سعودية تتعلق بدعمه داخل ادارات الدولة، وبرأي هؤلاء فان من ارتضى تقسيم المراكز مع التيار الوطني الحر في اتفاق معراب ورضخ للعبة توزيع الحصص، لن يرفض تأدية الدور نفسه في اي اتفاق جديد بضمانات عربية ودولية مع فرنجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى