أبرز الأخبار

الاسرائيلي بين الخوف من الحرب البرية والذعر من القدرات الصاروخية.. ما الذي تغير منذ حرب تموز؟ وما الذي اختلف في عسكر الحزب بين ٢٠٠٦ و ٢٠٢٣؟

عيسى طفيلي

اختلفت قواعد الاشتباق العربي الاسرائيلي منذ لحظة انتهاء حرب تموز ٢٠٠٦ فالطرق العسكرية التي كان يستخدمها العدو الاسرائيلي في حروبه مع لبنان توقفت عند عتبة تموز، فما حصل خلالها لم يحصل بعها، اذ ان كل الضربات الجوية التي كانت تفتح الطرق وتقلب الاحياء الى ساحات لاجل دخول قوات المشاة وسيطرتها على الارض فعليا، بائت بالفشل، وتبين ان الدخول في وحول الحرب البرية مع لبنان بات مستحيلا بعد تموز، اذ ان خلال حرب ال ٣٣ يوما لم تستطع قوات النخبة الاسرائيلية في تخطي بضعة شبان بالكاد كانوا مدربين على السلاح، وهاذا الامر بات مختلفا بعد الحرب.

بعد انتهاء حرب تموز، بدأ حزب الله بترتيب اولوياته والاستفادة من اخطاء وثغرات حرب تموز، وبدأ مباشرة بانشاء قوة مدربة على سلاح القناص، اذ ان خلال الحرب المذكورة لم يكن هذا السلاح فعالا، اضافة لانشاء قوة النخبة العسكرية في حزب الله والتي باتت تنافس اهم القوات الخاصة في جيوش العالم، من حيث التدريب والقدرة على الدخول في المعركة وصد اي هجوم محتمل في اي مكان كان، هذا على المستوى البري، وما ساعد الحزب وقواته المدربة في تطوير قدراتهم، هو مشاركتهم في حرب سوريا، اذ ان عساكر المقاومة استكاعوا المشاركة في مناورة حية على مدار سنوات، ساهم في كسر حاجز التوتر عند العسكر في الميدان، واعطتهم خبرة واسعة في التعامل مع اي حرب برية قد يقدم عليها العدو الاسرائيلي.

يعرف العدو جيدا، ان على الصعيد البري بات وضع الحزب في لبنان مختلفا عما كان، ففي الغندورية ومارون الراس وبنت جبيل، استطاع عدد من الشبان لا يتخطى اصابع اليد، ان يصد تقدم لالوية النخبة الاسرائيلية، بينما من صيصد اي هجوم بري الان ان حصل مجموعات النخبة المدربة،وهذا سيكون بحد ذاته رادعا للعدو الاسرائيلي في اتخاذ اي قرار فيه تقدم بري نحو المدن اللبنانية، خصوصا مع امتلاك الحزب لاسلحة يستطيعة من خلالها توقيغ اي الية برية مدرعة، وبالتالي اي تفكير اسرائيلي بالتقدم نحو لبنان يواجه مشكلة كبيرة اما القوات التي نتحدث عنها.

كما راينا على مدار عدة حروب حصلت في غزة في ال ١٥سنة الاخيرة، فإن العدو يحاول في مناوشاته او في حروبه مع غزة تجنب الدخول البري بسبب معرفته بان هناك من ينتظرهم على الارض من جهة، وان سلاح الكورنيت المضاد للدروع سيرحب بهم من جهة اخرى، وهذا ما جعل الاسرائيلي يحول كل حروبه ومناوشاته مع حماس والجهاد في غزة الى ضربات جوية، عملا بمبدأ الأمان وعدم خسارة حرب برية قد تؤثر على اي انجاز جوي يتم تحقيقه.

بات الاسرائيلي يعلم جيدا ان الدخول بجيش منظم في حرب برية ضد احزاب غير منظمة اي ليست جيوش نظامية، هو بمثابة انتحار، لذلك سيعمل على التحرك بالقوة الجوية وتطوير انظمة الظفاع الجوي لصد الصواريخ المتطورة التي يمتلكها حزب الله، وعدا ذلك، فإن الاسرائيلي سينهزم على الصعيدين البري والجوي، لذلك نرى في الاونة الاخيرة ان الاسرائيلي يتريث في اي رد يحصل على اي جبهة ان l في غزة او في جنوب لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى