أبرز الأخبار

هل يكون جهاد أزعور الـplan B لبري؟

ليبانون فايلز/ علاء الخوري

لا يتعب الرئيس نبيه بري في سعيه الدائم الى هندسة التوازنات الاقليمية والدولية واسقاطها على التسوية الداخلية، ويرفض الرئيس الدائم للمجلس النيابي خطاب المواجهة بل يسعى الى لمّ شمل الاطراف واحتضانها لكسب معركته في أي استحقاق داهم.
بري الذي يذكر حزب الله دوره التاريخي على الساحة اللبنانية كمفاوض أساسي لأي أزمة تواجه الثنائي، هو نفسه الذي أبعد منافسيه عن الساحة وأكد للجميع أنه الورقة الدولية التي لا يمكن تدوين مدة انتهاء صلاحيتها طالما أنه لا يزال يستولد الافكار وينجح بتسويقها كما لو أنه يُفاوض في الثمانينات والتسعينات المبعوثين الدوليين الى لبنان.

ومع دخولنا مرحلة التسوية الاقليمية بين السعودية وايران، سارع الرئيس بري الى تشغيل محركاته لقطف ثمار هذا التوافق على الداخل اللبناني، ويسعى الرجل الى اقتناص فرصة الانشغال الدولي بالازمات ليُسوق مبادرته الرئاسية التي يضع لها عنوان “سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية”، حيث يعكس بري أمام زواره في الداخل، اصراره على رئيس تيار المردة الذي يمد جسور التعاون مع الجميع من دون استثناء ويرغب المشاركة الحقيقية في الحكم مع مختلف الاطراف. ولا ينسى بري كيف بادر فرنجية الى مصافحة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في بكركي قبل سنوات ليؤكد للجميع أنه مع طي صفحة الحرب الاهلية ويتطلع الى لبنان الجديد، مؤكدا أيضا أن فرنجية بادر، على عكس الاحزاب الأُخرى، الى مصافحة القوات من دون أي غاية أو صفقة كما فعلت الاطراف الأُخرى، في اشارة واضحة الى اتفاق معراب بين التيار والقوات.

ورغم إظهار تمسكه بفرنجية كمرشح الثنائي حزب الله حركة أمل، الا أن بري يمكن أن يسير بمرشح آخر في حال كان هناك توافق ايراني سعودي عليه، ويحمل مواصفات لا تستفز الثنائي وقادر على ادارة الازمة في السنوات الست المقبلة. وبري الذي يُفضّل فرنجية نظرا للصداقة التي تربطه بالرجل، ولكنه حريص في المقابل على الـ “نعم” السعودية عليه، فمن دونها سنكون أمام تجربة ميشال عون ثانية، والبلد برأيه لا يحتمل أن يكون حقل تجارب، وبالتالي يجب البحث عن أسماء في الكواليس تحظى بتوافق عربي ودولي ونابعة من المسلمات الوطنية اللبنانية.

وما إن تم الاعلان عن الاتفاق بين الرياض وطهران حتى سارع الرئيس بري الى استدعاء السفير السعودي وليد البُخاري كما السفيرة الاميركية دوروثي شيا، وكان بحث في تداعيات الاتفاق وتأثيراته على الداخل، مع تشديد على ضرورة النأي بالاستحقاق الرئاسي عن كل الحسابات الدولية والاقليمية. حركة بري المرجح أن تتوسع مع شخصيات نيابية ودبلوماسية تزامنت مع حديث يتم التداول به في الكواليس الدبلوماسية ويحمل أفكارا بعيدة عن تلك التي يُسوقها الاطراف في الداخل، وتشير المعلومات الى أن جامعة الدول العربية تحمل مبادرة رئاسية الى لبنان وسط حديث عن تسويق الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية وهو الاسم الثاني الذي يحمله الرئيس نبيه بري في حال فشلت جهوده بايصال رئيس المردة سليمان فرنجية. وينطلق بري من خياره لأزعور من جملة معطيات ابرزها سمعة وزير المال السابق ورؤيته الاقتصادية المواكبة للمرحلة المقبلة اضافة الى الارتياح الكبير الذي يبديه بري لعائلة أزعور خصوصا لخاله الوزير الراحل جان عبيد، ويتقاطع اسمه عند أكثر من طرف داخلي واقليمي ومن غير المستبعد ان يبرز في الاسابيع المقبلة وأن يكون طرحه جديا لرئاسة الجمهورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى