أبرز الأخبار

من الأوفر حظا لرئاسة أول حكومة في العهد الجديد؟

 

– الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

بات محسوما ان البحث باستحقاق رئاسة الجمهورية بات يحصل باطار سلة واحدة تلحظ ايضا استحقاق رئاسة أول حكومة في العهد الجديد. فالباحثون في هذا الاستحقاق وذاك يعتبرون ان ربطهما ببعضهما البعض من شأنه ان يسهل انجاز الانتخابات الرئاسية لا يعرقلها من منطلق ان ذلك يسمح للفريقان المتناحران (هذا اذا اعتبرنا ان هناك فريقين فقط) بأن يتقاسما الحكم، فيأخذ الاول في الرئاسة الاولى ليقدم تنازلا في الرئاسة الثالثة والعكس صحيح.

يقول أحد النواب السنة انه “في حال كان هناك اتفاق على السير برئيس جمهورية محسوب مباشرة على طرف معين، كما حصل عام ٢٠١٦، او بمعنى آخر في حال وصول المرشح الذي يفضله “الثنائي الشيعي” اي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة الاولى، فنحن لن نقبل برئيس حكومة توافقي وسنفرض رئيس حكومة معارض لحزب الله. اما في حال العكس اي اذا اقتضت التسوية انتخاب رئيس جمهورية توافقي سواء كان قائد الجيش جوزيف عون او غيره، فعندها من البديهي ان يكون رئيس الحكومة توافقيا ايضا”.

واذا كان البازار بالانتخابات الرئاسية مفتوحا لأسماء تدخل وتخرج منه من دون أسس واضحة، فان البازار عندما يتعلق الامر برئاسة الحكومة لا يبدو مزدحما وان كان الطامحون كثر.

ولا يزال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يتصدر السباق والاكثر حظوظا لتولي رئاسة اي حكومة مقبلة لاكثر من سبب. اولا لنجاحه باللعب على اكثر من حبل. فهو لم يعاد حزب الله الذي أوعز لنوابه التصويت له رافضا الاصطفاف الى جانب حليفه “التيار الوطني الحر” بمعركته المفتوحة مع ميقاتي، كما انه بالوقت عينه نجح باستقطاب ولو حد ادنى من النواب السنة والشارت السني الذي وجد نفسه ملزما بدعمه بغياب قيادات سنية اخرى تملأ الفراغ الكبير الذي تركه سعد الحريري. اما العامل الثاني الاساسي الذي يجعل ميقاتي متقدما على سواه، فهو علاقته الممتازة برئيس المجلس النيابي نبيه بري كما بالفرنسيين الذين لا شك يفضلونه على غيره من الشخصيات المطروحة لتولي الرئاسة الثالثة. وليس خروج الرئيس الفرنسي مؤخرا للحديث عن “ضرورة مساعدة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يحاول رغم كل شيء أن يبذل أقصى ما يمكنه”، الا تعبيرا واضحا عن عمق العلاقة بين ميقاتي وباريس التي لا شك تسعى ليكون اسمه ضمن اي سلة او تسوية يتم العمل على اعدادها.

ويشكل صراعه المتواصل والحاد مع رئيس “التيار الوطني الحر” نقطة تسجل لصالحه باعتبار انه وطالما باسيل على خلاف مع معظم القوى في الداخل فان اي رئيس حكومة يرفضه الاخير يبدو مقبولا من قبل هذه القوى!

ورغم اسهمه المرتفعة، ينافس ميقاتي اكثر من اسم على رئاسة الحكومة ابرزها السفير السابق نواف سلام، والذي سيكون مرشحا متقدما في حال اقتضت التسوية ايصال رئيس جمهورية محسوب على حزب الله كسليمان فرنجية. وفي هذه الحال ستتقدم ايضا اسهم وزير الداخلية الحالي بسام المولوي والذي يعتبر من “الصقور” المعادين لحزب الله والذي تربطه علاقة جيدة بالمملكة العربية السعودية.

بالمقابل، يعمل جبران باسيل على الدفع باسم وزير الاقتصاد أمين سلام الى حلبة رئاسة الحكومة، فيما يعمل الاخير لترتيب علاقاته الخارجية وبخاصة مع بعض دول الخليج وواشنطن لتعزيز حظوظه.

ولا يزال جمهور سعد الحريري يعول على تسوية تعيده الى السراي الحكومي، الا ان كل المعطيات والمعلومات تؤكد ان الامر غير مطروح اطلاقا في المرحلة الراهنة. اضف ان الحريري نفسه لم يعد متحمسا على الاطلاق للعودة الى العمل السياسي بعد اختبار متابعته من بعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى