بأقلامهم

الزّنّار الأحمر لبطريركنا رمز الشّهادة للسّيّد المسيح حتى الاستشهاد.. !

 

المهندس سيمون حبيب صفير

آن أوان ثورتنا ككنيسة المسيح، علمانيّين وإكليرُس، رجالاً ونساء، وخصوصاً كسلطة كنسيّة، وتحديداً كبطريركيّة مارونيّة أُعطِي سيّدها مجد لبنان، ثورة مصيريّة في وجه الظلم والفساد والاستبداد والقهر والعهر بل الدّعارة السّياسيّة التي يتحكّم ممارسوها بمصير لبنان وشعبه، ثورة تاريخيّة ضدّ رَجَسَة الخراب الخونة المُتربّعين على عروش السّلطة الحاكِمة ؟!

ألا يعرف السّارق أنّه يسرق ؟!

ألا يعرف الخائن أنّه يخون ؟!

ألا يعرف القاتل أنّه يقتل ؟!

السّكوت عن الحق جريمة !

فهل السّكوت عن الحق من شِيم المؤمنين، ومن مزايا الرّجال الجبال ؟!

نرفع أعيننا إلى فوق، حيث عرش القاضي الإلهي الدّيّان، مصلّين خاشعين، في عيد ميلاد ملك الملوك وربّ الأرباب يسوع المسيح، راجين منه أن يتدخّل، ويجعلنا نبصر ولادة لبنان الجديد الذي يليق بنا ونليق به.. ونفرح به ونتنافس على محبّته وخدمته والإعلاء من شأنه، كيف لا وهو الوطن الرّسالة بحسب ما وصفه البابا يوحنّا بولس الثاني القدّيس شفيعنا في الملكوت !

وننتظر بحماسة وشوق وتلهّف صرخة بطل إنقاذيّة تدوّي من بكركي.. للتاريخ، وقد طال انتظارنا في هذه العَتمة، وسط هذا الصّقيع، وقد “بَلَغ السّيلُ الزّبى”.. وكرامتنا المرتبطة بإيماننا هي الخط الأحمر الذي لا يُمسّ !

أما الزّنّار الأحمر لبطريركنا فهو يرمز إلى الشّهادة للسّيّد المسيح حتى الاستشهاد.. شهادةً للحق الذي تسلّح به شهداؤنا الأبرار، ومن بينهم بطاركة ومطارنة وكهنة ورهبان أبطال، سقوا الأرض بدمهم الذي بذلوه بفعل إيمانهم الرّاسخ بالرّب الفادي وبالعقيدة القويمة دفاعاً عن القضيّة المسيحيّة المقدّسة المتجذّرة بتراب القداسة والخلاص والحريّة والعدالة والكرامة الإنسانيّة !

نعم.. إنّ تاريخنا تاريخ أمجاد، تاريخ صمود وتصدٍّ وجهاد ونضال ومواجهة ومقاومة وصبر وتضحية واضطهاد واستشهاد، عبر العصور والأجيال، في سبيل ربّنا وإلهنا يسوع المسيح الذي استشهد على خشبة الصليب وافتدانا بدمه الطّاهر الذي خلّصَنا به من نير العبوديّة ومنحنا صك غفران الخطايا لنستحق الملكوت بقيامته المجيدة !

كم مرّة يقول لنا السّيّد في إنجيله المقدّس: الحقّ الحقّ أقول لكم… ؟!

هل يشهد ساسة لبنان للحقّ ويعملون بموجبه خدمةً للوطن والشعب وإرضاءً لله الذي يثبت لنا في إنجيله أنّ السلطة خدمة وأنّ كبيرنا خادمنا.. وهذا ما عاشه يسوع ليكون القدوة والمثل والمثال ؟!

هل كلّنا نشهد للحق بشجاعة، بما فينا رجال ونساء الإكليرُس المكرّسين، فلا نبرّر السّكوت بحجج واهية، بكلمات مُنمَّقَة لا تخلو من الخوف بل الجُبن بل الخُبث.. بل الضّلال ؟!

كفى …….. !!!

ACTA NON VERBA !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى