بأقلامهم

الأنتيليجانسيا المارونيّة الإنقاذيّة: اقتراح لبكركي وللرّابطة المارونيّة!

 

المهندس سيمون حبيب صفير

بلغ السيل الذُّبى فلنتحرك ونبادر!

بصفتي ابن الطائفة التي أعطي لبطريركها مجد لبنان.. أرفض أن أسكت عن الحق، وأبكي على الأطلال وأكتفي بالانتقاد مهما كان لاذعاً.

أبادرُ فأدعو الرّابطة المارونيّة إلى تلقّف مبادرتي الوطنيّة، وتحذو حذوي وتبادر فتجمع، برئاسة الأستاذ خليل كرم، كلّ أصحاب الأدمغة من طائفتنا المارونيّة، المقيمين منهم والمنتشرين في أربعة أقطار العالم، من كلّ الإختصاصات الجامعيّة، في بوتقة واحدة لخدمة لبنان وشعبه والكنيسة، ليكوّنوا أنتيليجانسيا متجانسة، ضمن لوبي لبناني ماروني حقيقي، يضعون أنفسهم في خدمة بكركي خادمة لبنان، ويعمل كخليّة نحل لا تتعب، فيجترحون الحلول بقيادة الرّوح القدس، على أن يرعاهم غبطة أبينا البطريرك بشارة الرّاعي شخصيّاً أو أي مطران مفوّض من قبل غبطته.. ويجتمعون دوريّاً في الصّرح البطريركي..

هكذا نستثمر طاقاتنا الفكريّة، الأكاديميّة، والمهنيّة، كنخب في مجتمعنا المريض، ونستعيد زمام المبادرة، كيف لا وقد صنعنا الكيان اللبناني الذي بذلنا الغالي والرخيص، وقدّمنا قوافل الشهداء الأبطال، تحت لواء المقاومة المسيحية، عبر الأجيال، للحفاظ عليه وعلى حضورنا الفعال في هذا الشرق حيث تسود الأنظمة الشموليّة الظلاميّة الأحاديّة.. فيما يحكم لبنان رئيس جمهوريّة من هذه الطائفة التي ما زالت تعطي القدّيسين ورجال ونساء الفكر في كلّ الاختصاصات والمجالات وميادين النشاط الإنساني المتطوّر والذي يحاكي متطلبات العصر.

فلتبادر الرابطة المارونية، وتنتفض على ذاتها وتندفع لاختراق آفاق جديدة، وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات التي لا تشبع ولا تغني عن جوع.. كما العظات التي صارت مصدر إزعاج لآذاننا التي سئمت رصف الكلمات في جمل إنشائية، لأن الوضع المزري الذي نتخبط في أوحاله يتطلّب العمل بأخذ المبادرات التي ترتقي إلى مستوى آلام شعبنا وانتظاراته!

نعوّل على مرجعيتنا الأولى في لبنان المتمثّلة ببطريركيتنا المارونيّة الأنطاكيّة وعلى الرابطة المارونيّة وعلى كلّ أصحاب النيات الحسنة لإطلاق مشروع حلّ يكون بحجم الأزمة، ولا نكتفي بالانتقاد والتباكي والتحجّج باتفاق الطائف الذي قضم صلاحيات رئيس الجمهورية…!

لبكركي صلاحياتها وللرابطة المارونيّة صلاحياتها، ولأصحاب الفكر الماروني، من نساء ورجال، صلاحياتهم الممنوحة لهم من الله!

هلمّوا نشحذ الهمم، نضافر الجهود، نتكامل، نستلهم الروح القدس، وننخرط في مشروع إنقاذ لبنان، ونتكل على أنفسنا أولاً، نختار النخب من بيننا لتتبوأ مراكز المسؤولية والسلطة والإدارة.. ونتصدّى للفساد ونزيل الفاسدين من بيننا الذين أوصلونا إلى هذا القعر، بالطرق القانونيّة عبر السّلطة القضائيّة التي تحتاج الإصلاح المتوخّى، كما يحتاج كلّ منا إلى الإصلاح المُستدام لخير الفرد ولخير المجموعة التي يتألف منها المجتمع ككلّ.

نعم.. كنيستنا بحاجة إلى إصلاح، والكنيسة هي جماعة المؤمنين المُؤلّفة من العلمانيّين والإكليرس، ولكل منّا دوره الفعّال وموقعه المتميّز!

حذاري الكسل!

الغرور والجشع والشهوة والحسد والشراهة والغضب والكسل.. إنها الخطايا السبع المميتة التي يجب أن نتحاشاها ونتجنّب الوقوع في أفخاخها لخلاص نفوسنا!

وكلّنا خطأة وأعوزنا مجد الله!

إن أخطأنا بحق الله وأنفسنا والآخرين فخطيئتنا تستوجب الندم والتوبة واقتبال نعمة غفران الخطايا في سر الاعتراف..

ماذا عن اقتراف الخطيئة العظمى في حق لبنان ومصيره ؟!

من يرتكب هذه الخطيئة بل هذه هذه الجريمة الأخلاقيّة الشنيعة بحق الله والوطن والشعب والتاريخ وحتى الجغرافيا ؟!

إن من يرتكب هذه الجريمة هي زمرة الحكم الفاسدة، المؤلفة من أمراء الحرب وأتباعهم، ومن التحق بهم من أصحاب الثروات المشبوهة، من مسيحيّين ومسلمين ضالّين تابعين لمحاور خارجيّة، ينفذون أوامرها ومصالحها وخططها الجهنميّة على حساب مصلحة لبنان العليا.. وأيّ عاقل ينكر هذه الحقيقة الملموسة والمرئيّة!

هلمّوا نصنع هذه الماكينة المارونيّة الحديثة والعصريّة التي نضخّ فيها دماً جديداً، ويكون عملنا الدؤوب وقودها، نطلقها من بكركي، فتكون الجناح الفكريّ اللّوجستيّ لها، ونسير بها على طريق الإنقاذ نحو المستقبل الواعد الذي نستشرفه ونحضّر له الآن وهنا، على أرض الواقع، بأفياء أرزة الرّبّ الخالدة !

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى