بأقلامهم

انطوان سعادة / دولار الراتب على ١,٥٠٠ ل.ل. ودولار المصروف على ٢٥٠٠٠ ل.ل. !!!!!

نعم، نعم… تفوق اللبناني مرة ثانية بعد الحمّص بطحينة والمنقوشة على كل جهابذة علوم الاقتصاد والمال، وبرهن انه لا حاجة لأن يكون المدخول موازيًا للمصروف، ولا ضرورة لفذلكات الموازنة، أكان في الدولة أم في المنازل ،حتى ان احد وزرائه “الأفذاذ” عرض على دول العالم تعليمَهم “بدعَة” الصرف من خارج الموازنات.

اصبح لبنان والشعب اللبناني بوضع صعب جدًا بعد تدهور عملته مقابل الدولار، مما خلق تضخمًا غيرَ مسبوق، وخصوصًا بعد سرعة التدهور المالي، مما ادى الى انكماش في الحركة الاقتصادية وتدهور في القدرة الشرائية، والى انخفاض الاستيراد الى النصف ومعه انخفض دخل الدولة الى النصف.

نعم الدولة تعمل بنصف مدخولها اذا لم يكن اقل من النصف بكثير. لا قرطاسيّة لدى مؤسسات الدولة، لا ورق، لا اقلام، لا كهرباء في المباني والمكاتب، لا محروقات لتشغيل الآليات. إنّه حقًّا لَوضعٌ صعبٌ ومُزرٍ.

كل هذا يبقى في خانة التوصيف الا اذا اقترن بالارقام، وأرقام التضخّم على وجهِ الخصوص.

اجمالي التضخم:
معدل التضخم من كانون الاول ٢٠١٨ الى تشرين الاول ٢٠٢١ كان مساويًا ٥٦٢٪؜
معدل التضخم من كانون الاول ٢٠١٩ الى تشرين الاول ٢٠٢١ بلغ ٥١٩٪؜
معدل التضخم من كانون الاول ٢٠٢٠ الى تشرين الاول ٢٠٢١ جاء مساويًا ١٥٢٪؜

التضخم السنوي (نهاية الفترة – كانون الاول الى كانون الاول)
لعام ٢٠١٨=٤٪؜
لعام ٢٠١٩=٧٪؜
لعام ٢٠٢٠=١٤٥٪؜
لعام ٢٠٢١ (تشرين الاول ٢٠٢١) = ١٥٢٪؜

التضخم الاجمالي للاغذية والمشروبات غير الكحولية
من كانون الاول ٢٠١٨ الى تشرين الاول ٢٠٢١= ٢٠٦٧٪؜
من كانون الاول ٢٠١٩ الى تشرين الاول ٢٠٢١= ١٨٧٤٪؜
من كانون الاول ٢٠٢٠ الى تشرين الاول ٢٠٢١= ٢٩٣٪؜

اجمالي التضخم للملابس والاحذية
من كانون الاول ٢٠١٨ الى تشرين الاول ٢٠٢١= ١٩١١٪؜
من كانون الاول ٢٠١٩ الى تشرين الاول ٢٠٢١= ١٦١٤٪؜
من كانون الاول ٢٠٢٠ الى تشرين الاول ٢٠٢١= ١٦٠٪؜

صحيح ان لبنان بلد القديسين والعجائب، وهذا الواقع قدّم أدلّة كثيرة إضافيّة على ذلك، لان كل الارقام توصلنا الى نتيجة واحدة أنه بالنسبة للشعب اللبناني حتى رغيف الخبز أصبح من الاحلام.

ألحد الأدنى للأجور ٦٧٥٠٠٠ ليرة على اساس ان هذا المبلغ على دولار ١٥٠٠ ل كان يوازي ٤٥٠$ .
لكن اليوم هذا المبلغ لا يتعدّى في القدرة الشرائية ٢٨$ في الشهر، يعني اقل من دولار في اليوم.
الغريب ان المواطن مازال يذهب الى السوبرماركت والصيدلة والفرن والسناك والارجيلة و…

ولكن كيف؟؟؟!!!

لم يعترِض، لم ينتفض، لم يشتكِ، بل انه راضٍ.

ألم نقُل إنه بلد العجائب؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى