أبرز الأخبار

هل ترك بن سلمان الساحة اللبنانية لحزب الله؟

تبتعد هموم المسؤولين السعوديين عن الملف اللبناني، فانشغال ولي العهد محمد بن سلمان بالمرحلة الانتقالية للحكم في المملكة ومواكبة المشاريع الضخمة التي يعمل عليها الرجل لتعزيز رؤية الـ 2030، يُسقط بلاد الارز من لائحة الاهتمام السعودي في هذه المرحلة حيث يقتصر على جولات للسفير وليد البُخاري ولقاءات مع مقربين من الرياض، في رسالة تؤكد أن الهم الملكي اليوم بعيد عن زواريب الداخل. يتطلع بن سلمان الى منافسة الدول الكبرى على المستوى الاقتصادي واخراج بلاده من تاريخ الاستهلاك والبزخ نحو مستقبل منتج والعمل على بناء دولة قوية وقادرة على المواجهة في المنطقة وبناء جسور تعاون دولي ترتد ايجابا على بلاده.

في السنوات الاخيرة كان هم المملكة الاول ابعاد الخطر اليمني عن البلاد افساحا في المجال لتنفيذ رؤية الـ2030، وبهدف وقف الحرب وفرض الهدنة فُتحت قنوات التواصل بين الرياض وطهران برعاية بغداد من أجل توفير بيئة آمنة تمنع خرق المسيرات الاجواء السعودية وهو أمر عمل عليه بن سلمان لتوفير الاستقرار في البلاد في مرحلة حساسة يسعى من خلالها الرجل الى ترتيب البيت الداخلي قبل تتويجه ملكا، وبالتالي فإن فرملة الخطر القادم من اليمن كان أولوية بالنسبة إليه. نجح الرجل بإبرام صفقة تحت الطاولة مع طهران منع من خلالها اختراق المسيرات للمنشآت النفطية والوصول الى عمق العاصمة، كما انسحبت الهدنة على حزب الله مع سحب الحزب لعناصره من الداخل اليمني ليأخذ في المقابل ادارة الملف اللبناني وأن يكون له الكلمة الفصل في اختيار رئيس الجمهورية وقيادة تسوية سياسية في المستقبل لتشكيل حكومة تحظى أيضا بأكثرية وزارية لمحوره.

أكثر من طرف دخل على خط الوساطة بين الحزب والمملكة، وللفرنسيين دور ناشط في هذا الاطار حيث يسعى الرئيس ايمانويل ماكرون الى تسويق سليمان فرنجية في عواصم القرار على أنه الضمانة التي يمكن ان تجمع واشنطن باريس والرياض، وتحظى حكما بمباركة روسيا ايران وحزب الله ولديه فرصة الوصول الى قصر بعبدا في حال أعطت واشنطن الضوء الاخضر للسير به، في حين لم يبد بن سلمان ممانعته وصول فرنجية الى سدة الرئاسة. ويؤكد مقربون من السعودية أن الاخيرة لم تضع يوما فيتو على رئيس تيار المرده وكانت تفضله على الرئيس ميشال عون في تسوية الـ 2016 لأنه وقف الى جانب اتفاق الطائف ولم يوجه كلاما قاسيا الى المملكة كما فعل الرئيس عون وتياره السياسي، كما ان فرنجية واضح في السياسة ويتمسك بموقفه ويبقى على مسافة واحدة من الجميع.

وعلى عكس العماد عون يحظى فرنجية بمباركة شيعية – سنية ويفتقد الى أكثرية مسيحية مؤيدة بعد رفض كل من التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية التصويت له. وهنا يستبعد المقربون من المملكة امكانية احداث خرق في صفوف القوات اللبنانية التي ترفض بشكل قاطع انتخاب رئيس تيار المرده لأنه يمثل برأيها مشروعا سياسيا يدعم حزب الله، ويشير هؤلاء الى ان الضغط السعودي على القوات قد يأتي من خلال تأمين النصاب لجلسة انتخاب فرنجية، على أن يتولى حزب الله مهمة اقناع باسيل بترك حرية الانتخاب لنوابه، عندها يحظى رئيس تيار المرده بعدد لا بأس به من أصوات تكتل لبنان القوي.

علاء الخوري/ ليبانون فايلز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى