أخبار محلية

باسيل للحزب: فرنجية ليس عون

 

جوزفين ديب – اساس ميديا

في اجتماع تكتّل لبنان القوي الأخير أجمع التكتّل على الاقتراع بورقة بيضاء والالتزام بموقف الحليف حتّى الساعة. فالتكتّل الغنيّ بالتناقضات الداخلية، يُجمع أعضاؤه على عدم جواز إبقاء الفراغ الرئاسي في البلد وعدم وجوب الإبقاء على التعطيل بانتظار تعبيد الحزب الطريق الرئاسية أمام سليمان فرنجية.

بعض المصادر تؤكد أنّ توتّراً شديداً يحكم علاقة حزب الله بالتيار العوني حالياً، خصوصاً بعدما أكّدت مصادر متابعة استياء الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله من باسيل بعد اجتماعهما الأخير، يوم رفض باسيل دعم فرنجية للرئاسة.

بناءً على المواقف الرئاسية المتناقضة، حرص اجتماع تكتّل العونيين الأخير على القول للحليف إنّ سليمان فرنجية ليس ميشال عون لا في الحيثيّة الشعبية ولا في الحيثيّة السياسية، ولا يمكن تعطيل عملية الانتخاب لعامين بسبب عدم التوافق على فرنجية رئيساً.

وأشارت المصادر إلى أنّه “إذا أصرّ حزب الله على تبنّيه لخيار “فرنجية أو لا أحد”، فإنّ التيار سيذهب إلى التفاهم مع قوى أخرى للاتفاق على رئيس”.

من هذا المنطلق تزدحم بورصة الأسماء على الرغم من أنّ غالبيّتها تحوّلت إلى المحرقة. ولا يزال بعضها جديّاً لِما له من علاقات جيّدة مع القوى السياسية. من بينهات الوزير السابق جهاد أزعور الذي يرفض حزب الله اسمه حتى الآن.

هل “يزرك” جبران الحزب؟

فهل تمسُّك حزب الله بفرنجية يقود باسيل إلى زيارة معراب للاتفاق على رئيس؟ وهل هذا التمسُّك يقود جعجع إلى القبول بالحوار مع باسيل بعدما رفض ذلك أكثر من مرّة؟

مصادر متابعة لموقف باسيل التصعيدي تجاه حزب الله تشير إلى أن باسيل رغم الموقف المناور الذي يمكن أن يتبناه في سياق رفضه لفرنجية إلا أنه غير قادر على فك حلفه مع حزب الله لأنه غير قادر في السياسة على الاجتماع مع أحد من القوى السياسية الداخلية. وبالتالي فإنّ عزلته السياسية لم تسهل له مهمة رفع السقف تجاه الحزب لقطع الطريق على فرنجية.

إمكانية توافق القوى المتناقضة على اسم لا يقبل به حزب الله قد تؤدي إلى عقد جلسة نيابية وانتخاب رئيس. غير أنّ ذلك لن يحصل لأنّ الحزب يملك “حقّ الفيتو”. ولا قدرة لأحد، حتى الساعة على الأقلّ، على تخطّيه.

لكنّ حزب الله مأزوم أيضاً شأنه شأن القوى الأخرى، ولا سيّما أنّ حليفه الرئيس برّي، كما تشير مصادر تتابع مواقفه، لا يحبذ تعطيل الرئاسة طويلاً من أجل أيّ اسم، حتى لو كان فرنجية. بل يريد أن يكون للبنان رئيس يعيد فتح أبواب العلاقة مع العالم والمحيط. من هذا المنطلق، فإن حزب الله لا يمانع حصول تسوية إقليمية على رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة معاً في لبنان. وإذا لم يحصل ذلك فلا شي في الداخل يوحي بخرق جدّي.

ماذا سيفعل حزب الله حينئذٍ؟ هل يواجه اصطفاف القوى الأخرى في لحظة تعاظم الأزمة السياسية؟ وماذا سيطلب من الرئاسة؟

يدرك الحزب أنّ أيّ تقاطع سياسي بين معراب وميرنا الشالوحي وكليمنصو والسُنّة، حتّى لو انضمّت إليه عين التينة سرّاً، لن يستطيع خرق قراره. غير أنّ تمسّكه بفرنجية يبقى أداة تعطيليّة وسياسة مواجهة قد تنتهي بقوله لفرنجية إنّنا فعلنا ما بوسعنا ولم يعد بإمكاننا القيام بشيء، وقد تنتهي بأزمة سياسية لا مثيل لها قد تطيح بالتوازنات السياسية التي نعرفها اليوم.

متى ينزل الجميع عن الشجرة؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى