أبرز الأخبار

التراجع عن معوض بيد السعوديّة… وليس عند جنبلاط وجعجع!

“الداخل يستدرج الخارج رئاسيا” والخارج مشغول بتطورات عالمية ترسم مسارات جديدة للبشرية، وليس في حساباته لبنان واستحقاقه الرئاسي الذي يجثو على صدور المسؤولين ثقيلا في ظروف استثنائية بالغة التعقيد، بدءا من فشل كل الاتصالات العراقية لترتيب العلاقات بين ايران والسعودية، وانغماس الرياض حتى الرمق الاخير في استغلال الاحداث الداخلية في ايران على مدار الـ ٢٤ساعة في محطتي العربية والحدث وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، استدعت ردودا عنيفة من طهران بالاضافة الى عودة التوترات الى اليمن، والاوضاع غير المستقرة في العراق والاحداث الخطيرة في شمال سوريا مع تمدد النصرة وضرب نفوذ ” الجيش الوطني ” التابع لواشنطن.

كل هذه الصورة حسب المتابعين، ستنعكس على لبنان واوضاعه الداخلية غير المستقرة وتمديد الفراغ الى اجل طويل، فيما التسريبات عن تحسينات مالية وكهربائية مجرد احلام ووعود فارغة ينتهي مفعولها بعد اسابيع اذا لم تواكب باجراءات عملية تحصن هذه الخطوات، وهذا امر مستحيل حاليا .

وحسب المتابعين، فان لبنان سيدفع الثمن الاكبر للخلافات العربية والدولية، والتجاهل الاميركي الكلي للرياض في ملف الترسيم واقصائها عن غاز المتوسط.

وحسب العارفين في التوجهات السعودية الذين يؤكدون ان الرياض لن تقف مكتوفة الايدي امام محاولات” سحب البساط من تحت اقدامها في لبنان واضعافها في الملف الرئاسي، وتعرف مدى الغضب الاميركي من قرار اوبك بلس والعمل على تدفعيها ثمن هذا الاجراء.

ويؤكد المتابعون للملف الرئاسي، ان السعودية تقف وراء ترشيح ميشال معوض ودعم جنبلاط وجعجع له، وابلغت الجميع عدم ” المزح ” في تبني الترشيح والدفاع عنه، وانها قادرة على احباط اي محاولة لتوافق اميركي ايراني في لحظة ما على الملف الرئاسي كما حصل في كل الانتخابات الرئاسية بعد ٢٠٠٥، ومن هنا ابدت الرياض قلقها من تراجع نسبة النواب المؤيدين لمعوض الى ما دون الـ ٤٤ نائبا وفقدانها الثلث المعطل، لكن التوضيحات كشفت ان سبب الغيابات لا يعود الى تبدلات في المواقف انما لظروف صحية.

وفي ظل هذه الاجواء يتقدم السؤال الاساسي؟ هل دخل الملف الرئاسي لعبة ” عض الاصابع ” بين واشنطن والرياض على خلفية التمايزات العديدة بين البلدين؟

هذه التعقيدات الداخلية والخارجية تؤكد حسب العارفين، ان الفراغ سيكون طويلا، والملف الرئاسي لن يسلك طريق التنفيذ قبل انضاج التسويات الكبرى المستحيلة حاليا، اما الاحاديث الداخلية ستبقى دون صدى ” سمعان في الضيعة ” وعندما ياتي ” الحل ” يلوذ الجميع بالصمت، والاستثناء الوحيد من هذه اللوحة هو حزب الله، كونه اللاعب الاول، ولا يمكن لاي قوة ان تتجاوز دوره الايجابي في تسهيل انجاز الاستحقاق عبر تفاهمات داخلية مستحيلة بين القادة الموارنة الاربعة، وقد يكون حل الخلافات العربية اسهل من تعبيد الطرقات بين بنشعي ومعراب وبكفيا والرابية الغارقين في معارك “كسر عظم ” لا قيمة فيها للتحالفات والتاريخ المشترك بين جعجع والجميل وبين فرنجية وباسيل اللذين اسقطا كل الوساطات والضمانات التي حاولت جمعهما.

حتى موعد التسوية حسب المتابعين، ستبقى الاوضاع ” لا معلق ولا مطلق ” مع فوضى دستورية” وكلام بكلام ” ورفض الكتل المسيحية دعوة بري لطاولة الحوار، ولن تتوقف اتهامات التعطيل بانتظار ساعة التوقيت الخارجية.

رضوان الذيب – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى