أخبار دولية

نذر “كارثة نووية” تتصاعد.. “إشعاعات الخطر” في عواصم الشرق

العين الاخبارية

قلق يعم عواصم الغرب والشرق، من نذر كارثة، إذا ما مضت الدول النووية في تنفيذ تهديدها لبعضها، وسط اتهامات متبادلة بمن يبدأ أولا.

وقبل فترة قصيرة كان التهديد النووي يكاد يأتي حصرا من كوريا الشمالية، لكن بقية الدول النووية الآن ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، أصبحت تلوح بهذا السلاح الفتاك، بل وتهدد وتنذر أحيانا.

وهكذا تصاعدت نذر الكارثة النووية من عواصم مختلفة بالتزامن، رغم أنها لم تبلغ خطوط النار، لكن التهديد يقابل مثله، والفتيل جاهز للاشتعال في أي لحظة.

تحالف ثلاثي ضد كوريا الشمالية

آخر هذه التحركات الاستباقية، أعلنت عنها اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، التحالف الثلاثي الذي هدد برد “لا مثيل له” في حال أجرت كوريا الشمالية اختبارها النووي السابع.

وتتخوف الدول الثلاث، من أن استئناف كوريا الشمالية لاختبار القنابل النووية، قد يكون على وشك الوقوع، منذ آخر اختبار لهذه الدولة منذ 2017.

لكن كوريا الشمالية التي أجرت اختبارات أسلحة بوتيرة متسارعة العام الحالي، بإطلاقها أكثر من 20 صاروخا باليستيا، حلق بعضها فوق اليابان، غاضبة هي الأخرى من أنشطة جارتها الجنوبية، الأمر الذي جعلها تطلق تحذيرا بإطلاق مئات القذائف المدفعية من سواحلها، في تصعيد جديد هذا الأسبوع.

وكادت الأمور تصل لحافة الخطر في سبتمبر/ أيلول الماضي، حين ردت واشنطن وسول، بتدريبات عسكرية شاركت فيها حاملة طائرات أمريكية لأول مرة منذ تجربة كوريا الشمالية السابقة عام 2017.

القنبلة القذرة

وصعد هذا الأسبوع أيضا أحد المصطلحات الخطيرة من مقدمات الحرب النووية، حينما برزت اتهامات متبادلة بين روسيا من جهة وأوكرانيا والولايات المتحدة في الجهة المقابلة، بالتوجه إلى استخدام “القنبلة القذرة”.

موسكو أصدرت اتهاما استباقيا لأوكرانيا بالسعي إلى استخدام “القنبلة القذرة”، وإلقاء اللوم على روسيا ببدء الحرب النووي، عبر مخلفات إشعاعية قد تنتشر في المنطقة.

وصعّدت روسيا بإرسال شكوى إلى الأمم المتحدة الإثنين الماضي، تدفع عنها اتهاما محتملا باستخدام سلاح دمار شامل بمسرح العمليات في أوكرانيا، ما قد يترتب عليه شن حملة قوية مناهضة لموسكو حول العالم يقوض الثقة بها.

التصعيد الروسي الدبلوماسي قد يتحول إلى الأرض، فقد تبلغت وزارة الدفاع الأمريكية أمس الثلاثاء، من روسيا بخطط لإجراء تدريبات لقواتها النووية.

ورغم أن “البنتاجون”، لم يكشف عن طبيعة التدريبات، إلا أن تقارير توقعت أن تجري روسيا تجارب إطلاق صواريخ باليستية، ما ينذر بخطر في منطقة أوراسيا كلها.

وحاولت موسكو التخفيف مما تنوي فعله، إن ما ستجريه روسيا من تدريبات، أخطرت به الولايات المتحدة، مجرد مناورة روتينية تقيمها سنويا.

فيما جاء التحذير لروسيا من الولايات المتحدة، عبر الناطق باسم الخارجي نيد برايس، الذي توعد الإثنين الماضي موسكو من عواقب استخدام “القنبلة القذرة” أو أي سلاح نووي تقليدي آخر.

وفي اتهام مضاد سعت الدول الغربية إلى إلصاق التخطيط لاستخدام التهديد بقنبلة محملة بمواد نووية، بروسيا سعيا تصعيد جديد في أوكراني.

الاتهامات الأوروبية والأمريكية، فيما يبدو ليست إلا دعما لتصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي صدرت عنه الأحد، الماضي، وقال فيها إن روسيا الوحيدة القادرة على استخدام الأسلحة النووية بمنطقة أوروبا.

ويتزامن تبادل الاتهامات بين روسيا والدول الغربية، مع تدريبات نووية لحلف شمال الأطلسي “الناتو” خرجت عن السرية وتعرف بـ”الظهر الصامد”، هدفها استعراض قوة الردع للحلف العسكري في مواجهة موسكو.

حلف “الناتو”، أكد أن التدريبات التي بدأت الأسبوع الماضي، وتستمر إلى نهاية شهر أكتوبر/ تشرين أول الجاري، “روتينية”، وغير موجهة لأحد، لكنه يؤكد أن هدفها |بقاء الردع النووي للحلف آمنا وفعالا”.

دعوة للسلام

من بين من استشعر خطر الحرب النووية البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الذي دعا أمس الثلاثاء زعماء أديان العالم إلى مناشدة السياسيين على تجنب الكارثة، مقارنا الوضع الحالي بأزمة الصواريخ الكوبية قبل ستة عقود.

البابا عبر بشكل صريح عن نذر الخطر، قائلا: “هناك أمر نتخوف منه، ونرجو عدم سماعه، يتم التهديد به بقوة، ألا وهو استخدام الأسلحة الذرية”، مذكرا بكارثة هيروشيما وناجازاكي، المدينتين اليابانيتين، اللتين دمرهم هجوم أمريكي في أول استخدام للأسلحة النووية بالعالم.

فهل تلقى دعوة السلام هذه آذانا صاغية في عواصم الدول الغربية، وغريمتها في الشرق؟. أم أن الوضع الحالي سينتهي كما انتهت أزمة الصواريخ الكوبية، في ستينيات القرن الماضي، ولن يصل إلى هجوم مماثل لكارثتي المدينتين اليابانيتين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى