أبرز الأخبار

مبادرات الرئاسة تترنح.. والمردة يرفض طلب الحزب كرمى لعيون بري

عيسى طفيلي

صحيح أنّ مقام الرئاسة الأولى في لبنان هو الأقل صلاحية بين الرئاسات الثلاث، لكنه يكاد أن يكون الملف الأكثر تعقيدًا عند اختيار الشخصية التي ستتولى هذه المهام، فالمرشحون كُثُر، لكن الفيتوهات أكثر.

حتى هذه اللحظة، جميع المبادرات التي طرحت من مختلف الكتل السياسية سقطت، ولا زال المجلس النيابي قابعًا في مربع التصويت الأول، وجميع النواب يعلمون أن تركيبة المجلسية التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة لا تسمح لأن يكون هناك رئيس تابع بشكل رسمي لفريق سياسي على حساب فريق آخر، وهذا ما يجعل قائد الجيش يصفّ في ميدان المرشّحين، لكن قبل بدء الأطراف بطرح إسمه عليه ردم الهوّة الموجودة بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ليحظى على دعم التيار المرفق بدعم حزب الله وعدد آخر من الكتل النافذة في البرلمان.

فريق الرابع عشر من آذار لا يستطيع منفردًا إيصال رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع، لهذا لم يطرح الأخير اسمه بشكل رسمي لمعرفته بصعوبة وصوله إلى سدة الرئاسة، بينما فريق الثامن من آذار تشوبه تعقيدات يتفوق فيها على الفريق الأوّل، إذ أن حزب الله سيملك ثلث أطراف حلفاء له بشكل مباشر لكنهم متخاصمون فيما بينهم، فحركة أمل على خصومة مع التيار وكذلك المردة، وهذا ما يصعّب على الفريق المذكور التوافق على اسم موحد للرئاسة.

مصادر خاصة لـ “lebanonOn ” كشفت عن مبادرة سرية حاول حزب الله القيام بها، لكنها أيضًا فشلت قبل أن تبدأ، إذ حاول حزب الله جمع باسيل وفرنجية على طاولة واحدة لكن الأخير رفض الأمر خوفًا من امتعاض حليفه المباشر الرئيس نبيه بري، مشيرة إلى أنّ رئيس التيار مصرّ على مطالب عالية السقف للقبول برئاسة فرنجية، إذ تتحدث المصادر عن أن مطالب باسيل هي تعيينات تكاد أن تجعل قرار القصر في عهدة التيار ولو كان فرنجية متربع على عرش الرئاسة.

ولفتت المصادر إلى أنّ باسيل وفي نقاشه مع الحزب حول مطالبه شدد على أنّ رئيس أكبر تكتل مسيحي ويحق له فرض شروط في التعينات العسكرية والوزارية قبل موافقته على فرنجية، لكنه رمى مسمارًا أمام المفاوضين عقد الأمور أكثر، إذ نقلت عنه المصادر: “في حال وافقتم على الشروط التي تجعل التيار متقلدًا أغلب المناصب التي تحيط بالرئاسة الأولى، فلماذا لا أكون أنا الرئيس وأحظى بدعم جميع أفرقاء ٨ آذار“؟.

الوقائع السرية والتسريبات تشير إلى أنّ الطريق للوصول إلى رئيس للبلاد لا زال مليئًا بالعوائق، والعمل على تعبيد هذه الطريق لا زال صعبًا، فيما المبادرات لتعبيدها لا زالت تلقى حتفها قبل أن تبصر النور، وكأن هذا الملف بات يحتاج ليد دوليّة ترمي للساسة ورقة تسوية على اسم أو طريقة ما للخروج من هذا المأزق الذي يزيد من التعقيدات السياسية التي لا تؤذي إلا الشعب الذي يدفع كلفة الانهيار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى