أخبار محلية

مهلة الرئاسة حتى هذا التاريخ و”تبادل” قطع الطرق في الوقت الضائع!

إذا تطلّعنا الى مسار الترسيم البحري الجنوبي بين لبنان والاسرائيليين، والارتياح الاقليمي له، والترحيب الدولي به متوجا بـ “اعجاب مجلس الأمن به وبنتائجه التي يستفيد منها الفريقان، كل فريق مثل الثاني”، نجد ان الأمور سالكة بسرعة قياسية وبحرارة عالية، حتى ما قبل زيارة الوسيط الأميركي عاموس هوكستين لبيروت الاسبوع المقبل، في اطار التمهيد لتوقيع لبنان من جهته على النسخة الترسيمية، في حين نرى ان مسار استحقاق انتخاب رئيس لجمهورية لبنان قبل انتهاء المهلة الدستورية بـ ٣١ تشرين الأول، جامد وبحرارة القطب الشمالي…

لكن ما بين هذين المسارين، عادت الحرارة المتوسطة الى مسار الجهود الرامية لتأليف حكومة، ومعها عادت مكوكية حركة اللواء عباس ابراهيم الذي استأنف زياراته الصباحية، وأحيانا قليلة المسائية الى القصر الجمهوري في بعبدا للقاء الرئيس العماد ميشال عون في اطار المساعي للتأليف الحكومي، علما بأن حزب الله يستمر في الضغط من اجل ان يكون للبنان حكومة جديدة بعدما بات على يقين باستحالة انتخاب رئيس ضمن المهلة.

اليوم الخميس، جلسة برلمانية ثالثة ضمن المهلة الدستورية، من اجل انتخاب رئيس للجمهورية، انما على غرار سابقتيها، لن تفضي الى انتخاب الرئيس، خصوصا أن أي توافق او تفاهم، أو أي ملحّ من هذا القبيل لم يتبلور او بالأحرى ليس له أثر.. ومن هنا عاد الزخم والعزم والحزم الى محاولات تعويم مسار التأليف الحكومي ولتحقيق الهدف قبل الثلاثين من هذا الشهر. وفي السياق عاد الحديث عن احتمالات تعديل أسماء لست حقائب وزارية (موزعة على الطوائف) من الحكومة الحالية.

النائب مروان حمادة اكد وجود ضغوط على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وعلى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، للتخفيف من الشروط المطروحة حول تعويم الحكومة الحالية بتعديلات بسيطة. وختم حديثه الصحافي بالقول: المهم ان توقع وتصدر مراسيم الحكومة الجديدة قبل يوم من نهاية ولاية العهد .

أما بالنسبة الى توقعات عن أجواء توحي بانتخاب رئيس للجمهورية مطلع السنة المقبلة، وعلى رغم اختلاف الآراء بين وجود تأثيرات لتفاهم الترسيم البحري على التأليف الحكومي وعلى الاستحقاق الرئاسي وسوى ذلك، وبين آراء تنفي أي تأثيرات لملف الترسيم حسب تأكيد الدكتور سمير جعجع الذي خالف بهذا الموضوع رأي النائب جبران باسيل المؤكد على وجود تأثير، فإن الاوساط المطلعة لا تزال عند رأيها بحراك خارجي داخلي سيؤدي بشكل او بآخر الى انتخاب رئيس بين كانون الثاني وشباط، هذا الشهر الذي سيشهد مطلعه في بيروت ما يعرف بـ “منتدى اتفاق الطائف”، الذي تحضر له السعودية عبر سفيرها وليد البخاري، الذي التقى الرئيس ميقاتي أمس في السراي حيث كان “تشديد على مرجعية اتفاق الطائف الذي منه انبثق الدستور”.

لعل هذه المجريات ومتابعة البخاري أمس للقاءاته، حصلت غداة إخفاق التئام عشاء منزل السفيرة السويسرية، الذي كان محددا مساء الثلاثاء ودعي اليه عدد غير كبير من الشخصيات اللبنانية من قوى مختلفة، لكنه لم يحصل، لأسباب عدة، بينها: خشية البعض والسعودية من التداول في تغيير أو تعديل الطائف، في ذاك العشاء الذي لم يلتئم .وكذلك اللقاء الذي حصل عصر الاربعاء بين باسيل ووفيق صفا واللواء عباس ابراهيم.

في أي حال، اذا سارت الأمور بحسب هذا التوصيف، سيخرق تأليف حكومة، بطء المسارات الأخرى الرئاسية والاقتصادية الصعبة، وسيخفف من حماسة عدد من الأفرقاء لجهة اغتباط هؤلاء الافرقاء بتفاقم الفوضى، اذا لم تتألف حكومة، وبالتالي بتبادل قطع الطرق فيما بينهم على وصول هذا الخصم او العكس الى سدة الرئاسة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى