أبرز الأخبار

متى يُعلن اللواء ابراهيم انخراطه في العمل السياسي؟

يُغالي البعض في مدحهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، حتى أن الرجل نفسه يمتعض لدى سماعه “الردحيات” من قبل المتسلقين أو الباحثين عن خدمة أو دعم من مدير عام الامن العام الذي شق طريقه الامنية بعيدا من الاضواء حين كان في مخابرات الجيش قبل انتقاله الى المديرية العامة للامن العام.
صعوبة الحوار مع حزب الله ومرونة اللواء ودبلوماسيته، شكلا عاملاً مساعداً له في لعب دور الوسيط في أكثر من ملف أمني حساس مرتبط مباشرة بحزب الله وقيادته الامنية التي ترفض الحوار المباشر مع “الشيطان الاكبر”، فتوكل اللواء ابراهيم عنها للمساهمة في حل ملفات أمنية دسمة ترتبط بأسرى أو معتقلين في السجون السورية أو لدى حزب الله أو تنظيمات ارهابية.
التقصير الرسمي اللبناني ساهم أيضا بتحويل اللواء ابراهيم الى شخصية محورية قادرة على تدوير الزوايا، فقادة الاجهزة الامنية الأُخرى كالجيش على سبيل المثال لا تستطيع الامساك بالملفات المرتبطة بحل مسألة الطحين المدعوم أو البحث عن وزير ملك لتشكيل الحكومة أو المساهمة بإيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، فكانت من نصيب اللواء ابراهيم الذي تميز عن غيره بحرية الحركة والتواصل مع جميع الاطراف من دون استثناء، الامر الذي سمح له التوصل الى حلول كانت قبل وساطته كناية عن أزمات مستفحلة لا يمكن فكفكة عقدها.

حافظ اللواء ابراهيم على دوره الامني المساعد لايجاد الحلول السياسية، ورغم طرحه أكثر من مرة كوزير ملك في الحكومات المتعاقبة الا أن الرجل فضَّل البقاء على رأس مديريته الى أن يحين وقت الانضمام الى النادي السياسي اللبناني وفق ما تفرضه المعطيات الداخلية والاقليمية. ولكن مع التغيرات التي طرأت اليوم هل يمكن القول أن اللحظة باتت مؤاتية للرجل، أم ان الظروف المحيطة بنا تفرض عليه البقاء كوسيط أمني سياسي؟
في تصريحاته خلال الجولة التي خص بها منطقة البقاع، تحدث اللواء ابراهيم كرجل المرحلة المقبلة الذي يضع بين يديه خططا اقتصادية ومشاريع تُعيد إحياء منطقة البقاع المحرومة فأكد أن اي مشروع انقاذي في لبنان قد يُكتب له النجاح اذا ارتكز على اولوية الاستثمار على طاقات ابناء البقاع وبريتال وقدراتهم في هذا الانهاض وان نجعل من البقاع رئة لبنان الاقتصادية”. كلام ابراهيم يأتي في ظل هجمة صناعية على البقاع انطلاقا من مدينة زحلة التي تشهد فورة مصانع على الخط مع سورية لادراك أصحابها أن المشاريع الاستثمارية والتجارية ستعود في المستقبل القريب بعد اجراء التسوية الاقليمية التي تُراعي ظروف الدول الكبرى.
ويجد اللواء ابراهيم نفسه أمام تغييرات جوهرية قادمة نحونا قد تنقله الى الضفة السياسية التي نقلت قبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حين اسقط العسكر حكم الاخوان في مصر، ومعه بدأت النهضة الاقتصادية في البلاد مع فتح آفاق التعاون مع الدول العربية والغربية، وهنا يُعول اللواء ابراهيم على تلك المتغيرات لاسيما وان ترافقت مع ارساء نظام لبناني جديد على أنقاض الطائف يُعطي “الشيعية السياسية” صلاحيات واسعة تدعم الرجل في اكمال مسيرته السياسية.

ليبانون فايلز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى