أبرز الأخبار

فرنجية “زعلان” من حليفه

“ليبانون ديبايت” – وليد خوري

من يرصد خطّ الضاحية الجنوبية – بنشعي، يلاحظ جفاءً بين الحليفين. صحيح أن رئيس تيّار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية، ليس في وارد استبدال تحالفه مع “حزب الله” بطرفٍ آخر، وهذا لا يمكن طبعاً، لكن الصحيح أيضاً أنه عاتب على حليفه الأول، وقد يلامس عتبه مستوى “الزعل”.

قد يكون “حزب الله” في صورة ما يجري عند فرنجية، وربما في وارد التعليق عليه حين يحين الأمر، ومن المؤكد أنه قد بلغه مستوى الإنزعاج “الإفرنجي” حول عدة قضايا، قد يكون أبرزها موضوع الإنتخابات الرئاسية.

ما فهمته بنشعي، وهو ما لا تخفيه الضاحية، أن الأخيرة ليست في وارد تقدير موقف في الوقت الراهن حيال مرشحّها لرئاسة الجمهورية. صمتُ الحزب ينسحب ليس على فرنجية فقط، وإنما على غريمه رئيس “التيّار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. الأخير متفهِّمٌ أكثر للحزب مقارنة بفرنجية، فيما الأخير يعتبر أن ابتعاد الحزب عن مناقشته في الملف الرئاسي، أو العودة إليه في شأن التشاور بغير ما يتمّ التعامل به مع جبران باسيل يشكل مصدر انزعاجٍ وعتب له.

تدرّج انزعاج “البيك” من معشوقه الحزب في أكثر من مناسبة. كبر الحجر خلال الإنتخابات النيابية الأخيرة في ظلّ العتب الصريح على الحزب، بحكم مجاراته لباسيل على حساب الحلفاء الآخرين. في كسروان كاد حليف تيّار “المردة” النائب فريد هيكل الخازن، أن يرسب على عددٍ صغير من الأصوات، فيما الحزب لم يبادر إلى نجدته. قضيةٌ حفرت عميقاً لدى نائب كسروان. في زحلة كان تفضيلُ “حزب الله” مجاراة باسيل على غيره، وهكذا كان في العديد من الدوائر، حتى أدركت بنشعي أن “الحليف” يعمل لإنجاح “جماعة جبران” على حساب القوى المسيحية الأخرى من الحلفاء. وهذا يجدُ تفسيره لدى الحزب عطفاً على الهجمة التي تلقاها “جبران” بفضل تحالفه مع الحزب. وعليه، يصبح الحزب ملزماً بدعمه، وهو ما لا يقدر فرنجية على استيعابه وفق الطريقة التي يفكر بها الحزب، بينما المحسوبين عليه كانوا يطالبون سابقاً بنوعٍ من التوازن في العلاقة مع الشخصيتين المسيحيتين.

عموماً، وحتى بلوغ الإنتخابات الرئاسية مرادها، سيبقى فرنجية من مكان إقامته في “قصر بنشعي”، يرصد حركة رياح “حزب الله” وموقفه الرئاسي، وينتظر حركةً من قبله في اتجاهه. وهنا، لا بدّ من الإشارة إلى أن الإنتظار والعتب لا يلغي أهمية التحالف وصلابته، مع الأخذ في الإعتبار أن تقدير الحزب الرئاسي، سيكون محل تدقيق وتأمّل بالنسبة إلى “المردة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى