دعم جعجع لقائد الجيش…احراق ورقته أم أكل العنب؟
الكلمة أونلاين
بولا أسطيح
ليس التداول رسميا وعلنا باسم قائد الجيش العماد جوزيف عون لخلافة الرئيس الحالي ميشال عون في سدة الرئاسة الأولى أمرا مستغربا أو يستلزم التوقف عنده. فاسم قائد المؤسسة العسكرية منذ سنوات يتصدر الى حد كبير الى جانب اسم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية، وان كان الأول لم يعلن يوما لا في اجتماعاته الضيقة ولا عبر الاعلام نيته وحماسته للترشح بخلاف الثاني الذي لم يسحب ورقة ترشحه عن الطاولة منذ استحقاق 2016.
الجديد في الموضوع والذي يوجب قراءة خلفياته وأبعاده، هو خروج رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع ليكون أول من يطرح اسم جوزيف عون للرئاسة قبل نحو شهر ونصف على الموعد الدستوري الذي يتيح انتخاب رئيس جديد للبلاد. ففي حين كان كثيرون ينتظرون من جعجع تجديد ترشيحه خاصة بعدما بات ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يتقاسمان الى حد كبير التمثيل المسيحي البرلماني، أو ترشيح زوجته النائبة ستريدا جعجع، أقله في المرحلة الأولى من الترشيحات، أظهر رئيس “القوات” بمسارعته لطرح جوزيف عون للرئاسة وان كان قد ربط دعمه بتوفر حظوظ فوزه، أنه يتعاطى بجدية مع الملف بعيدا عن رفع السقوف والمزايدات. علما ان هناك من قرأ بموقف جعجع الأخير محاولة لحرق ورقة جوزيف عون الرئاسية باعتبار ان حماسة رئيس “القوات” لتبنيه قد تدفع تلقائيا أخصامه السياسيين وعلى رأسهم “التيار الوطني الحر” وحزب الله لمواجهة هذا الترشيح.
وبحسب المعلومات، تتكثف هذا الاسبوع المشاورات والاجتماعات بمحاولة لتوافق ما يُعرف بـ”قوى المعارضة” و”القوى السيادية” و”قوى التغيير” على مرشح واحد يخوضون به الاستحقاق الرئاسي لتفادي خسارة مدوية جديدة بعد سلسلة الخسارات التي منيت بها هذه القوى بعد الانتخابات النيابية التي يفترض أنها أعطتها أكثرية برلمانية. وتبدو حظوظ تبني العماد جوزيف عون كمرشحها الرئاسي مرتفعة، وان كانت الكثير من الاصوات تدفع باتجاه اختيار مرشح غير عسكري وأقرب للتكنوقراط على غرار زياد بارود أو ناجي بستاني أو شخصية أخرى تشبههما ولا تشكل استفزازا لباقي القوى.
ويعقد نواب “التغيير” اجتماعات اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء لبحث هذا الملف بمحاولة للتوصل الى تفاهمات بهذا الخصوص، وتؤكد مصادرهم ان اسم جوزيف عون موضوع جديا على الطاولة الى جانب أسماء أخرى.
وتقول مصادر “القوات” ان طرح جعجع اسم العماد عون للرئاسة يندرج باطار معادلة السعي لـ”أكل العنب وليس قتل الناطور”، لافتة الى ان ما تريده “القوات” السير بمرشح لديه حظوظ للفوز، “واذا اتفقت قوى المعارضة على اسم واحد فعندها تكون حظوظنا بقطع الطريق على اي مرشح يطرحه حزب الله كبيرة وفي حال العكس نكون أفسحنا في المجال امام فريق 8 آذار المتماسك لوجود مايسترو واحد له هو حسن نصرالله للاستفادة من خلافاتنا وانقساماتنا لانتزاع رئاسة الجمهورية ونكون دخلنا في ولاية رئاسية جديدة كارثية على غرار الولاية الحالية”.
ويُتابع قائد الجيش من بعيد انطلاق بازار الترشيحات. وفيما تؤكد مصادر مطلعة ان احدا لم يفاتحه رسميا بترشيحه، تشدد على ان “كل ما يعنيه حاليا هو تحسين ظروف عيش العسكريين بعدما باتت رواتبهم لا تساوي شيئا، لأنهم بخلاف باقي موظفي القطاع العام غير قادرين لا على الاضراب او الاحتجاج وبالتالي عليه ان يقوم هو بكل ما يلزم لابقاء المؤسسة العسكرية “واقفة عأجريها” بعدما تهاوت كل المؤسسات الأخرى”. وتضيف المصادر:”كي يكون هناك انتخابات رئاسية وأي استحقاق دستوري آخر يجب ان يكون هناك جيش متماسك…وفي ظل كل التحديات التي تواجهنا أصبح تأمين الطعام والمحروقات والطبابة الشغل الشاغل للقائد..ولولا الجهود الجبارة التي يبذلها لكان وضع المؤسسة العسكرية شبيها بباقي المؤسسات والاجهزة..فحتى الساعة الطبابة العسكرية لا تزال فاعلة بخلاف ما يحصل مع باقي الاجهزة الامنية”.
ولعل ما يجعل جوزيف عون المنافس الأبرز لفرنجية على الرئاسة حاليا، هو أن حزب الله يرفض حتى الساعة الخروج لتبني ترشيح أي كان. اذ تشير مصادر مطلعة على جوه انه غير مستعجل بتاتا لاعطاء موقف نهائي ورسمي في هذا المجال، قبل دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجلسة لانتخاب رئيس. والارجح ان الحزب ينتظر ما سيؤول اليه الحراك الاقليمي والدولي وما اذا كانت المنطقة تتجه لتسوية اميركية – ايرانية كبرى سيكون لها اثرها لا شك على الاستحقاق الرئاسي اللبناني ما يعزز حظوظ العماد عون ام الى استفحال المواجهة ما قد يدفع بالحزب لتبني ترشيح فرنجية وفرضه كما فرض الرئيس ميشال عون.