أخبار محلية

باسيل وميقاتي “يتغنجان” فهل “يقطفها” سليمان فرنجية؟

في مقابلته التلفزيونية الأخيرة اعتبر رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “مستقتل” على رئاسة الحكومة “وعم يتغنج”. في نفس المقابلة يقول باسيل ردا على سؤال عما اذا كان مرشحا لرئاسة الجمهورية بالقول:” لا اكون مرشحا لرئاسة الجمهورية الّا حين اقول انني مرشح”…صحيح ان ميقاتي “يتغنج” لعلمه بأنه المرشح الوحيد الجدي وصاحب الحظ الأوفر للبقاء في سدة الرئاسة الثالثة، هو يتكىء على المثل القائل “عرف الحبيب مكانته (وبالتحديد لدى الثنائي الشيعي) فتدلل. لكن “الدلال” الذي أراده باسيل تهمة لتعيير ميقاتي في مرحلة انهيار يفترض أن نكون أبعد ما نكون فيها عن الدلع، ينطبق ايضا على رئيس “الوطني الحر” الذي يمتهن المراوغة السياسية ويمارس هو الآخر “الغنج” و”الدلال”. فقبل نحو شهرين ونصف على نهاية آب، وهو الموعد الذي يمكن اعتماده دستوريا للدعوة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، لا يزال باسيل يرفض الحسم ما اذا كان مرشحا للرئاسة، علما ان كل المعطيات ومنذ سنوات تؤكد انه هو الآخر “مستقتل” على هذا الموقع.
أكثر من موقف يمكن التوقف عنده في التدقيق بحديث رئيس “الوطني الحر” عن الرئاسة المقبلة: “لا تمديد للرئيس عون، ممنوع ان يأتي رئيس جمهورية غير قوي، ولن نتخلى عن موقع الرئاسة بموقعه ودوره ولن نسلم بالتهميش في الموقع”…باختصار يعود باسيل لمعزوفة “الرئيس القوي” لتحسين حظوظه الرئاسية. فالقوة التي يتحدث عنها وبتعريف سابق لها من قبله يُفترض أن تعني ان يكون المرشح الرئاسي صاحب كتلة نيابية وازنة وممثلا لمجموعة كبيرة من الناس وبالاخص المسيحيين. لا يعني باسيل كثيرا ما اذا كانت هذه “القوة” لا يمكن صرفها خلال ممارسة الحكم وهو ما أثبتته تجربة الرئيس عون. لا بل ابعد من ذلك تحولت هذه القوة لعنة أطاحت بعهده. فمن راهن على ان الرئيس القوي يحافظ على المسيحيين ودورهم وموقعهم في البلد خسر رهانه بقوة بعدما هاجر القسم الاكبر ممن تبقى من مسيحيين في العاميين الماضيين. ومن راهن على انه قادر على تحقيق توازن معين مع رئاستي الحكومة ومجلس النواب ينهض بالبلد، وصل الى قناعة بأن مقولة “القوي في طائفته أحق بالرئاسات الـ3” لا تخدم لا البلد ولا الطائفة ولا أبناء هذه الطائفة. وأظهر تنحي رئيس “المستقبل” سعد الحريري عن الحكم، وهو الممثل الأول لطائفته من دون منازع، ان طائفته تستمر بغيابه، لا بل والاهم ان التخلي عن اقحام هذه المواقع الـ3 بالتمثيل الطائفي يخرجنا شيئا فشيئا من قوقعتنا الطائفية تمهيدا لاجراءات قانونية ودستورية تُحوّل لبنان دولة مدنية هي لا شك خلاصه الوحيد.

وبالعودة لاصرار باسيل على ان يكون رئيس الجمهورية “قويا” فالأرجح انه يحاول حصر المنافسة بينه وبين رئيس حزب “القوات” سمير جعجع الذي يعي ان حظوظه شبه معدومة بسبب “فيتو” حزب الله، من دون ان يتضح اذا ما كان يعتبر رئيس “المردة” سليمان فرنجية ورئيس “الكتائب” سامي الجميل، مرشحين رئاسيين “أقوياء” باعتبار ان كتلتيهما محدودتين عدديا.

الغوص أكثر في ما يخطط له باسيل رئاسيا، يؤكد ان تردده باعلان ترشحه للرئاسة مرده تبيان حظوظه، فاذا بقيت شبه معدومة كما هي الحال اليوم، يكون قد تجنب الاحراج معلنا أنه أصلا لم يكن مرشحا وغير طامع بالرئاسة، وفي حال العكس يكون أول “المستقتلين” على خلافة الرئيس عون. لكن ما يدركه رئيس “التيار” او قد لا يدركه، هو أن تمسكه بمبدأ الرئيس القوي سيسهل وصول غريمه فرنجية الى القصر الجمهوري لأنه يبقى الاوفر حظا بين الرؤساء الأقوياء، باعتبار ان عدد الاصوات النيابية القادر على تأمينها هي الأعلى بين باقي المرشحين. فهل تكون صفقة برعاية حزب الله يوافق فيها باسيل على خلافة فرنجية لعون في مرحلة هي الادق بتاريخ البلد، فيكون عليه “تقليع كل الأشواك” والمجازفة بالقفز فوق عشرات الألغام، شرط ضمان استلامه (اي باسيل) الرئاسة عام 2028 في ظروف أفضل؟!

خاص – الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى