أبرز الأخبار

باسيل يسترضي حزب الله

كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

لماذا شعر رئيس التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل أنه في قفص الاتهام في موضوع الجنوب؟ واضطُر إلى إصدار بيانِ دفاعٍ عن النفس؟ هل لأنه أحرِج فردَّ على ما اعتبره “مزايدات في ملف ترسيم الحدود”؟

إن أخطر ما في بيان التيار الوطني الحر، التخلي عن شرعية الدولة اللبنانية من خلال حديثه عن أن “تثبيت أي معادلة توازن بالخطوط أو الحقول يستوجب الاتكال على معادلة القوة مع إسرائيل والتي فرضتها المقاومة”.

استخدم باسيل مصطلح “الاتكال” ولم يستخدم مصطلح “الاستعانة” بل “دخل مباشرة في الموضوع” من خلال “اتكاله على المقاومة”، ما يعني أنه ألزم الدولة بسلاح المقاومة، وبالتالي قَطَع الطريق على أي مطالبة بحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية.

هذا تعاطٍ مع الوضع في الجنوب من منظار استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية. رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أراد من هذا البيان “الاتكالي”، تقديم أوراق اعتماده الرئاسية لحزب الله، قبل خمسة أشهر إلا سبعة أيام على انتهاء العهد، سالكًا الطريق التي سلكها قبله “الرئيس المقاوم” العماد إميل لحود الذي في عهده الممدد له، حصل حزب الله على كل ما كان يريده، وإلى اليوم لا ينسى حزب الله فضل الرئيس لحود عليه.

“إتكال” باسيل على “معادلة توازن بالخطوط أو الحقول يستوجب الاتكال على معادلة القوة مع إسرائيل والتي فرضتها المقاومة” هل يكفي لإرضاء حزب الله؟ بالتأكيد لا! فالحزب يريد أكثر من ذلك، يريد أكثر من مواقف كلامية يعرف أنها للاستهلاك الداخلي.

يُخشى أن يكون قطار الجنوب قد فات الجميع بمن فيهم رئيس التيار الوطني الحر الذي ركَّز قبل الانتخابات على “قطار” التحالفات الهجينة مع الرئيس بري فيما “قطار” التنقيب شغَّال في الجنوب.

الجميع محشورون في الزاوية، والخشية كل الخشية أن يتكرر سيناريو صيف 2006 في صيف 2022، في ذلك الصيف استعد اللبنانيون لموسم اصطياف واعد، فجاءت حرب تموز، اليوم يستعدون لصيف واعد متوقَّع أن يزور لبنان فيه مليونان بين مغترب وسائح، فهل تُطيح مخاوف الجنوب بهذه الآمال؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى