أبرز الأخبار

المقاعد لجبران والتمثيل المسيحيّ لجعجع!

المصدر: أساس ميديا

يدور سجال تافه وغير مسؤول على قاعدة “بيّي أقوى من بيّك” بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حول عدد المقاعد النيابية التي حازها الطرفان.

لن يكون لنائب زائد أو ناقص لدى جبران باسيل وسمير جعجع تأثير يُذكر ما دامت انتخابات ما بعد 17 تشرين لم تفرز أصلاً أكثريّة واضحة تقلب، بما هي كتلة متراصّة، باتجاه واحد حين يصدر الإيعاز بذلك. الأهمّ أنّ التجربة أثبتت أن ليس من كتلة عونية أو قواتية ضامنة لبقاء جميع أعضائها فيها على مدى أربع سنوات. ونماذج شامل روكز ونعمة إفرام وإيلي الفرزلي وجان طالوزيان وسيزار معلوف “تُدرَّس” في أسلوب تشكيل الكتل غير المتماسكة.

في المقابل، تأخذ الأرقام أبعاداً أكثر جدّيّة، إذ تُسهِّل قراءتها تحليل مرحلة ما بعد التسونامي مع دخول مجموعة من “المُزعجين” لرموز السلطة إلى عقر دار “مطبخ القرار” النيابي مع تسجيل نسب من التصويت معبّرة جداً في السياسة.

في الانتخابات الحالية سُجّل ارتفاع ملحوظ في عدد المقترعين مقارنة بالعام 2018 بفارق بلغ أكثر من 89 ألف مقترع.

ومن أصل 1,951,683 مقترعاً شاركوا في العملية الانتخابية، صوّت 330,527 ناخباً للوائح قوى التغيير في مختلف الدوائر، إضافة إلى نحو 140 ألف صوت ذهبت إلى لوائح لم تتموضع مع قوى التغيير لكنّها شكّلت جبهة غير متراصّة ضدّ السلطة.

 

ظاهرة ابراهيم منيمنة

كان أبرز الأرقام على لوائح قوى التغيير هو نيل إبراهيم منيمنة الرقم الأعلى في “التفضيلي” في بيروت الثانية البالغ 13,261 صوتاً، والياس جرادة في دائرة الجنوب الثالثة 9,218 أكثر من نصفهم من الأصوات الشيعية، ومارك ضو الرقم الأعلى أيضاً في عاليه حيث نال 11,656 صوتاً (أكرم شهيّب نال في عاليه 11,373، وتيمور جنبلاط في الشوف 12,917). ونافست قوى التغيير مجموع ما حصل عليه نواب حزب الله في البقاع والجنوب وبيروت من الأصوات التفضيلية الذي بلغ نحو 347 ألفاً.

يجزم خبير انتخابي أنّ هذه الكتلة العدديّة لمرشّحي التغيير كان يمكن أن تشكّل تسونامي غير مسبوق في تاريخ لبنان لو لم يجلس نحو 59% من الناخبين اللبنانيين في منازلهم يوم الأحد الماضي. هؤلاء، بتقدير الخبير، لم يقتنعوا بأنّ التصويت للوائح التغيير يمكن أن يقلب المشهد داخل مجلس النواب، مع التسليم بأنّ جزءاً منهم كان سيصوّت للوائح السلطة، لكنّه اختار المقاطعة، خصوصاً الناخب السنّيّ.

وإذا كان البلوك الشيعي لم يخذل “الثنائي”، مع تسجيل تقدّم متزايد ومعبّر في نسبة التصويت لنواب حزب الله مقارنة بنواب حركة أمل، والسُنّة وزّعوا أصواتهم على الأحباش والجماعة الإسلامية وقدامى المستقبل وشخصيّات سنّيّة مستقلّة، فإنّ الأرقام أثبتت من دون أيّ لبس تسجيل تراجعٍ كبير مسيحيّاً لدى التيار الوطني الحر بغضّ النظر عن عدد نواب الكتلة إذا كان 18 أو 20 أو 22.

يصبح لعدد المقاعد التي نالها التيار تأثيرات هامشية بالمقارنة مع أرقام 2018 حين حصل التيار على 276,610 أصوات، فيما نال في الانتخابات الأخيرة 116,665 صوتاً. اللافت أنّ أعلى نسبة أصوات تفضيلية بين مرشّحي التيار العوني نالها المرشّح عن المقعد الكاثوليكي في بعلبك-الهرمل سامر التوم وبلغت 11,343، كانت غالبيّتها من الأصوات الشيعية. أمّا سكور جبران باسيل في البترون فتراجع من 12 ألفاً إلى نحو ثمانية آلاف.

 

ظاهرة أنطوان حبشي

وها هو وئام وهّاب يُعاير التيار الوطني الحر، على الرغم من سقوطه في الانتخابات، بقوله: “نحن طلّعنا 3 نواب على لائحتنا (سيزار أبي خليل، غسان عطالله، فريد البستاني)، وسيتشاورون معنا ويكونون جزءاً من تكتّل فريقنا السياسي. كما أنّ حزب الله أهدى التيار خمسة نواب”!

أمّا القوات فقد حصدت مسيحيّاً 171,683 صوتاً تفضيلياً في مقابل أكثر من 162 ألف صوت عام 2018، من دون احتساب مرشّحين ترشّحوا على لوائح القوات مثل رازي الحاج في المتن وغادة أيوب في جزّين. الرقم الأعلى سُجّل أيضاً في بعلبك-الهرمل حيث نال المرشّح عن المقعد الماروني أنطوان حبشي 17 ألف صوت معظمهم من البلوك المسيحي.

في مطلق الأحوال لن تتّضح “التشكيلة” النهائية لمجلس النواب قبل التموضعات التي ستشهدها انتخابات رئاسة مجلس النواب، ثمّ توزُّع الكتل وفق جدول المواعيد الذي ستصدره رئاسة الجمهورية لإجراء المشاورات الملزمة لتكليف رئيس حكومة جديد.

 

لكن لا شيء سيحجب “الحرب الكبرى” بين العونيين والقواتيين المفترض أن تُستكمل محطّتها اليوم مع “مهرجان الانتصار” الذي ينظّمه التيار الوطني الحر في فوروم دو بيروت وتحضره حشود شعبية، وفق أوساط التيار. وتوعّد التيار سمير جعجع، عبر محطّة “أو تي في” قائلاً: “محضرينلك مفاجأة”، مع دعوة مباشرة له: “خلص اعترف بالنتائج. أنتوا 18 ونحن 22 مع حلفائنا، بس خلّينا كلنا نوقّف عدّ أصوات ونواب، حتى نبلّش شغل وعَدّ إنجازات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى