أبرز الأخبار

باسيل “ينظّف” بـ”مكنسة” عون: يا فرعون مين فرعنك…

ما يفعله جبران باسيل ليس مفاجئاً أبداً. ساذجٌ من لم يتوقّعه منذ سنوات. يُدرك الرجل بأنّ ما يمكنه أن يفعله اليوم قد يعجز عنه في المستقبل. حضور ميشال عون له هيبته وسطوته وتأثيره.

اختار باسيل أن “ينظّف” التيّار الوطني الحر ممّن سُمّيوا “المتمايزين”. هو، بالتأكيد، يفضّل نوّاباً من نوع قم فيقوم، أجلس فيجلس. كانت البداية مع زياد أسود الذي أزعج باسيل مراراً، وكان يفضّل عليه، بوضوح، أمل أبو زيد. ثمّ جاء دور الياس بو صعب، صديقه المقرّب. انزعج نائب المتن من انحياز عون وباسيل العلني لصالح إدي معلوف في الانتخابات النيابيّة الماضية. بدأ التباعد منذ ذلك الحين، وأُحرج باسيل في دعمه في انتخابات نائب رئيس المجلس النيابي، ثمّ سار بو صعب بخيار زياد بارود في الانتخابات الرئاسيّة، رافضاً ما سُمّي تقاطعاً على جهاد أزعور.
نجحت الوساطات في جمع عون وبو صعب. نصحه الأول، كالعادة، بالجلوس مع باسيل. حصل اللقاء بعد أشهر ولم يكن إيجابيّاً، بل شهد عتباً متبادلاً، وطلب باسيل التزاماً كاملاً من بو صعب وموقفاً علنيّاً. سبق ذلك استدعاء ابن ضهور الشوير للمثول أمام مجلس الحكماء، وهو هيئة يرأسها عون وتضمّ نقولا الصحناوي، ناجي غاريوس، رومل صابر وريّا الداعوق، ويحرّكها عون وباسيل كما يريدان. رفض بو صعب المثول، كما ردّ كتاباً تلقّاه من هيئة الإعلام في “التيّار” تضمّن ملاحظات على موقفٍ أدلى به.
صدر قرار فصل بو صعب، لكنّه لم يتبلّغه، لا بل هو تلقّى رسالةً من باسيل عبر صديقهما المشترك سليم الحلبي للجلوس معاً وحلّ المسألة، وفق شروط رئيس “التيّار”. كرّر بو صعب رفضه. قرار الفصل بات بحكم المحسوم، ويُقال إنّ نائب رئيس مجلس النواب سيتعامل معه بالمثل، وهو لن يبقى ملتزماً الصمت طويلاً بل سيبوح بأسرارٍ كثيرة يعرفها، خصوصاً أنّ العلاقة بين باسيل وبو صعب كانت وثيقة على أكثر من صعيد.

أمّا ألان عون، ابن شقيقة الرئيس عون، فاستُدعي أيضاً للمثول أمام لجنة الحكماء ورفض. الحجج التي قيل إنّها وراء سبب استدعائه لا تستدعي الفصل كما يؤكّد كثيرون. نتحدّث هنا عن “قلوب مليانة”، تعود الى زمنٍ قرّر فيه ألان عون منافسة باسيل على رئاسة “التيّار”، وها هو يدفع الثمن بعد سنوات.
قرار فصل عون، كما بو صعب، في جيب باسيل وهو سيوقّع عليه حتماً إن رفض المثول أمام لجنة الحكماء الإثنين، علماً أنّه من المرجح عدم مثول عون أمام لجنة حسمت قرارها. كما تجدر الإشارة إلى أنّ الإثنين ما يزالان ضمن مجموعات “الواتساب” الرسميّة.

بعد ما سبق كلّه، سيكون السؤال في الأيّام القليلة المقبلة: ماذا سيفعل ابراهيم كنعان؟
يحاول نائب المتن تجنّب ما بلغه “التيّار” من خلافات، وهو أرسل كتاباً الى باسيل يحاكي فيه وجدانه ورمزيّة “الجنرال”، ثمّ التقاه في البترون قبل ثلاثة أسابيع، والتقاه أيضاً يوم الأربعاء، من دون أن ينجح في إقناع باسيل، حتى الآن، بالعدول عن قرارَي الفصل.
لذا، ستكون الأنظار متّجهة الى كنعان ليُعرَف القرار الذي سيتّحذه إن فُصل زميلاه. وينطبق الأمر نفسه على النائبين سيمون أبي رميا وأسعد درغام، ما يعني أنّنا قد نشهد إخراج خمسة نوّاب من تكتّل ”

لبنان القوي”، وهو ليس أمراً عابراً أبداً إن حصل.

لذا، يجدر التوقّف عند بعض النقاط:
– إخراج النوّاب سيضعف حتماً جبران باسيل وقد يؤدّي الى إنشاء كتلة نيابيّة قد ينضمّ اليها آخرون.
– يؤكّد كثيرون أنّ باسيل قادر على تجنيب “التيّار” هذه الخضّة، إن حضن المرشّحين للفصل بدل طردهم، خصوصاً أنّ المخالفات التي ارتُكبت لا تستحقّ طرداً لشخصيّاتٍ ناضلت وقدّمت مساهمات وتضحيات وأفنت عمرها في خدمة قضية “التيّار” و”الجنرال”.
– أين ميشال عون من ذلك كلّه؟ لن يكلّفه لمّ الشمل سوى جمع باسيل مع النوّاب الآخرين وإسماعهم كلاماً أبويّاً بدل أن يتحوّل إلى رئيس لجنة في حزب أسّسه مع مناضلين ويرأسه صهره.
– فصل شخصيّات في السابق أو إحراجهم لإخراجهم، من دون ردّة فعل جديّة معترضة، شجّع باسيل على مواصلة النهج نفسه، على طريقة “يا فرعون مين فرعنك؟ تفرعنت وما حدا ردّني”.

ختاماً، ربما نستطيع تناول موضوع الخلافات الداخليّة في التيّار الوطني الحر من منطلق مواكبة الحدث. وقد يتناولها آخرون من باب التشفّي ممّن كان يفاخر بأتّه الكتلة النيابيّة الأكبر. ولكن، هناك من يقرأ هذه السطور وما يُكتب في مواقع أخرى، بحرقة الحريص على أن يبقى “التيّار” واحداً موحّداً، فلا يخسر مناضلاً ولا ثقة مناضلين.
قد تكون الأيّام القليلة المقبلة حاسمة، قبل وقوع الخسارة أو لتجنّبها.

داني حداد – موقع mtv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى