أخبار محلية

الرياح تجري بما تشتهي سفن فرنجية

تعتبر قوى داخلية معنية بالشأن الرئاسي انّه لا يصح الافتراض أنّ هناك «فيتو» او موافقة من مجمل «الخماسية» على هذا الاسم او ذاك، وبالتالي اذا كان غياب السفير السعودي على سبيل المثال عن اللقاء الأخير مع رئيس تيار»المردة» سليمان فرنجية في بنشعي قد فُسّر كإشارة سلبية من الرياض تُضعف ترشيح فرنجية، فإنّ ما يرشح عن السفيرة الأميركية في مجالسها الخاصة يؤشر في المقابل إلى استمرار البراغماتية الأميركية حيال رئيس «المردة»، واستعداد واشنطن للتعاون مع أي رئيس منتخب دستورياً.

أكثر من ذلك، هناك في الاوساط المؤيّدة لبنشعي من يعتبر انّ رياح المنطقة تجري بما تشتهي سفن فرنجية وحلفائه، وانّ المسار الإجمالي لحرب غزة وللمواجهة بين إيران والكيان الاسرائيلي جدّد حيوية ترشيح رئيس «المردة» الذي كان صريحاً في شرح موقفه من مسألة السلاح أمام سفراء «الخماسية»، موضحاً انّه في المبدأ يدعم وضع استراتيجية دفاعية يندرج في إطارها سلاح المقاومة، لكنه ما لبث ان استدرك متوقفاً عند أمرين: الاول، هو انّ مثل هذه الاستراتيجية تحتاج إلى موافقة الجميع. والثاني، انّ توقيت البحث فيها غير مناسب حالياً، لأنّ من غير الجائز ان تتمّ مناقشتها في عزّ الحرب.

وضمن فريق المتمسكين بفرنجية من يلفت الى انّ وصول اي رئيس غيره يعني انّ «حزب الله» مهزوم في لبنان والاقليم، في حين انّ الحقيقة ليست كذلك، إضافة الى انّ حرب غزة وتفاعلاتها الخارجية والمحلية عززت اقتناع الحزب بأنّ الضمان الرئاسي له يكمن في الشخص بالدرجة الأولى.

ووفق تقديرات أصحاب هذا الرأي، فإنّ السلوك الأميركي الاحتوائي بعد الضربة الإيرانية وقبل الردّ الاسرائيلي الهزيل، أظهر بوضوح اهتمام واشنطن بتغليب خيار التسوية مع طهران على التصعيد، وبالتالي ليس هناك ما يمنع ان يكون انتخاب فرنجية من ضمن مندرجات البند اللبناني في تلك التسوية، خصوصاً انّ الأميركي لن «يغص» بفرنجية في إطار تفاهم إقليمي واسع، وهو اصلاً حَسَب الحساب لخط الرجعة لبنانياً، عبر ترك الباب موارباً أمام التعامل بواقعية مع أي سيناريو ينتهي بوصول فرنجية الى بعبدا.

 

عماد مرمل – الجمهورية:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى