أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء ٢٣ / ٤ / ٢٠٢٤

 

أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء ٢٣ / ٤ / ٢٠٢٤

كتبت النهار

 

المعادلة الثابتة مراوحة عند نقطة الصفر

 

قبيل الاعياد الاخيرة اي قبل اقل من شهر تحديدا وقبل الزيارة التي قام بها كل من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون الى باريس، تواترت معلومات ديبلوماسية عن تقدم الوساطة الاميركية التي يقوم بها الموفد الاميركي آموس هوكشتاين في موضوع التهدئة في الجنوب ومترتباتها على رغم ان فرنسا كانت تقدمت بما سمي ” لاورقة ” تضمنت اجراءات او خطوات لمنع التصعيد. ومع ان المعلومات الديبلوماسية تحدثت عن تنسيق مسبق بين باريس وواشنطن بحيث تأتي هذه الاقتراحات الفرنسية من ضمن سياق التعاون بين البلدين، فان معلومات اخرى لم تناقضها ولكنها قللت الى حد كبير من اهمية ” اللاورقة ” الفرنسية كما من مساعي الموفد الرئاسي جان ايف لودريان في الموضوع الرئاسي لا سيما مع تحرك للمجموعة الخماسية التي تضم مروحة واسعة من الدول. التطور الذي حصل اخيرا تمثل في زيارة لودريان لواشنطن فيما الموقف اللبناني الرسمي لا يزال يراهن على الاقل في موضوع التهدئة في الجنوب على ما حمله هوكشتاين ولا يزال يفضل التعامل معه انطلاقا من انه اذا كان من ورقة يبيعها “حزب الله” في الجنوب فانما يبيعها الى الجانب الاميركي الذي هو اكثر قدرة على الحصول على اثمان من اسرائيل في المقابل او اكثر قدرة في الضغط عليها كذلك. ولم يتغير هذا العامل على الاقل في الوقت الذي يظهر العطف الفرنسي على لبنان والمبادرة الى الاستمرار في الاهتمام به احراجا لاهل السلطة الذين يودون عدم صد المسعى الفرنسي لا سيما في ظل المصلحة المباشرة للبنان مع فرنسا التي تشكل بوابته الاوروبية وفي ظل الاقتناع الضمني ان الرهان على الولايات المتحدة وحدها لا يجوز على قاعدة عدم وضع كل البيض اللبناني في السلة الاميركية وحدها نظرا لاحتمال تغير المصالح الاميركية وذلك بالاضافة الى المشاركة الفرنسية الفاعلة في القوة الدولية العاملة في الجنوب . ونقطة القوة الوحيدة او الاساسية في المسعى الفرنسي اكان المتعلق بالتهدئة في الجنوب او بانهاء حال التفكك في مؤسسات الدولة والذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية هو ما تفاخر به فرنسا لجهة انها تحاور جميع القوى وهي منفتحة على الحوار المباشر مع ” حزب الله” في وقت لا حوار مباشرا بين الاميركيين والحزب للاسباب المعروفة المتصلة بكون الحزب على قائمة الارهاب الاميركية منذ اكثر من عقدين . الا ان نقطة القوة الفرنسية وان كانت فرنسا تفعلها على نحو مباشر ، فان الحزب في المقابل لا يوفر لفرنسا اوراق قوة من اجل تعزيز موقعها الوسيط ازاء الموقف الاميركي او من ضمن المجموعة الخماسية . والثمن الذي يريده الحزب لنفوذه وفرته له فرنسا على نحو مبكر من خلال دعم المرشح الرئاسي الذي يدعمه بحيث ان تراجعها تحت وطأة فشل مبادرتها تلك واعادة النظر بمقاربتها لم يكفل لها التقدم سياسيا فيما ان دعم الجيش اللبناني امر لا يمكن الا ان يحظى بالترحيب .

القلق الذي عبرت عنه فرنسا ولا تزال ازاء احتمال التصعيد يستمر على خلفية المواقف الاسرائيلية التي تستمر متوترة في السعي الى احراز مكاسب لحكومتها . وقال الوزير في الحكومة الإسرائيلية بني غانتس في كلمة أمام الكنيست على اثر زيارة ميقاتي وعون الى باريس إن “الحدود الشمالية هي ساحة التحدي الأكبر ونقترب من نقطة الحسم في لبنان”. هذه التهديدات يأخذها الخارج بجدية اكبر بكثير من تلك التي يتعاطى بها لبنان الرسمي معها ربما على خلفية ادراك ان الحزب اظهر انضباطه تحت سقف معين بما في ذلك من ضمن التصعيد الايراني الاسرائيلي المباشر .

ولكن النقطة الاساس تبقى اذاكانت ايران تعطي اوامرها بفصل الساحات وفك ارتباط الجنوب عن غزة . فاذا لم يحصل ذلك ولم تشعر ايران بالقلق ازاء جدية التهديدات الاسرائيلية بالذهاب الى الحسم في جنوب لبنان ما يؤدي الى انخراط اكبر للحزب في وقت لا تود ايران ذلك بل ترغب في حمايته، فان لا تطور ايجابيا محتملا في المدى المنظور على رغم كل التفاؤل الذي يبديه اعضاء في المجموعة الخماسية. ويصعب ان يتراجع الحزب وان كان محشورا في بيئته وعلى مستوى تسببه بالمزيد من التدمير في الجنوب عن ” مساندة ” غزة . فهذه الورقة لا تستطيع ايران التخلي عنها اولا في ضوء استمرار فشل المفاوضات بين اسرائيل وحركة ” حماس” وثانيا في ضوء الاقتناع بان اسرائيل ستعمد الى القيام بعملية في رفح وفق تهديدات رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ، ولو من ضمن ضوابط فرضتها او تسعى الى فرضها الولايات المتحدة . وهو ما لا يسمح للحزب ان يتخلى عن ” المساندة ” في المرحلة الراهنة . ولكن وازاء هذا التصلب ، يرفق الحزب موقفه بتصلب داخلي ازاء الالحاح الخارجي على انتخاب رئيس للجمهورية على قاعدة عدم اظهار اي استعداد للتنازل او للانهزام سياسيا امام خصومه المسيحيين . ويقرأ البعض الحملة الشرسة على رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من ضمن هذا الاطار وعلى قاعدة التمييز بين القوى المسيحية وعدم استعدائها كلها . وهو امر يبقي اللعبة السياسية عند النقطة الصفر ما يجعل غالبية القوى السياسية بعيدة من الرهان على فاعلية اي تحرك خارجي او ايجابيته في هذه المرحلة والتعامل مع ما يحصل على انه يساهم في ملء الفراغ السياسي من جهة ويمنع السقوط فيه من خلال اظهار وجود مساعي جدية تمنع سقوط لبنان في ما هو ادهى من وضعه الحالي المهترئ.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى