أخبار محلية

القوات مستنفرة

“ليبانون ديبايت”

كانت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري القشة التي قصمت ظهر بعير المعارضة، والتي حاولت استنفار كامل طاقتها لقطع الطريق أمام أرانب بري للحؤول دون أكلها من صحنها السياسي.

وكان حزب القوات اللبنانية أكثر الناس امتعاضاً من تداعيات الدعوة، والتي استطاعت جذب حلفاء القوات إلى الطاولة الإفتراضية حتى الساعة، لا سيّما أن المكون الذي بدأ يغرد خارج سرب المعارضة هو حزب الوطنيين الأحرار الذي أعلن تلبية دعوة الحوار على لسان رئيسه النائب دوري شمعون، وما يعني أن “الجبهة السيادية” شعرت بخطر كبير يرقى إلى مستوى القضايا الإستراتيجية وليس الثانوية التي تسمح لكل مكون منها بهامش عريض من التحرك.

إلا أن الوضع مع حزب الوطنيين الأحرار ليس وليد الساعة حيث بدأ الفتور يتسلّل إلى العلاقة مع القوات عندما تبنّت ترشيح أزعور بدون أي تنسيق مع المعارضة وعلى رأسها دوري شمعون مما خلف استياءً لدى الأخير إلا أنه أعطى صوته لأزعور حرصاً على وحدة هذه المعارضة.

لكن الإختلاف تطوّر مع الزيارة التي قام بها النائب طوني فرنجية إلى مقر حزب الوطنيين الأحرار، والتي تركت علامات شك لدى قوى المعارضة من احتمال تنسيقٍ بين الطرفين يذهب لمصلحة سليمان فرنجية في الاستحقاق الرئاسي.

أما الضربة الموجعة فكانت القبول غير المشروط للأحرار بدعوة بري إلى الحوار، مما استدعى استنفاراً على أعلى المستويات في معراب للاستفسار عن دوافع هذه الخطوة لا سيّما أن المعارضة مُجمعة على رفض هذا الحوار الذي يشكّل برأيها انقلابا على الدستور.

وهذا الإستنفار الذي سيحتم لقاءً مع شمعون للوقوف على أسباب الإنقلاب, من المؤكد أنه سيكون حامياً لا سيّما أن اللهجة العالية النبرة من معراب توحي أنها ليست بوارد قبول فريق في صفوف جبهة المعارضة يشكّل أضعافاً لها، ولكن لا يمكن التنبؤ عن مستقبل العلاقة بين الطرفين إلا بعد لقاء إن لم يكن على مستوى القوات – الأحرار أقلّه على مستوى المعارضة – الأحرار ، ليبنى على الشيئ مقتضاه على ضفة المعارضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى