أخبار محلية

نقمة على هذا الوزير …والسبب ؟

الكلمة أونلاين

لا طالما كانت الإنترنت في لبنان أسوأ خدمة بأعلى تعرفة على مدار السنوات الماضية، وفي آخر الدّراسات، احتل لبنان، المركز الـ 165 من أصل 181 دولة، في قائمة متوسط سرعات الإنترنت الأرضي على مؤشر “سبيد تيسيت” العالمي خلال شباط 2024.

هذا الواقع لم يثن وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال، جوني القرم حتى اللحظة عن بسط يده على قطاع الاتصالات، فهو وبلسان حال الكثيرين قابعٌ في برجه العاجي، يرفض الإستماع الى أصوات اللبنانيين من أصحاب الشركات والمستثمرين الذين باتوا يشكون، في مجالسهم من البطء الشديد للإنترنت وتأثيره على سير أعمالهم، بحسب ما نقلت أوساط متابعة لـ الكلمة “أونلاين”.

فالدولة اللبنانية تواصل احتكار خدمة الانترنت عبر هيئة “أوجيرو”، اليد التنفيذية لوزارة الاتصالات”، وآخر ممارستها، منع الشركات الخاصة والمؤسسات من التواصل مباشرة مع شبكة الاقمار الإصطناعية “ستارلينك”، لتأمين الخدمة منها بشكل خاص، وذلك من دون العمل على تحسين خدمات “أوجيرو”.

وهنا تجدر الإشارة، الى أن هيئة “أوجيرو” هي المُستقدم الوحيد للخدمة من وراء البحار، والموزع الحصري على المشتركين سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات، والمزود الوحيد لشركتي الاتصالات الخلوية، “تاتش” و”ألفا”، وأي بطء في خدماتها يضع المستثمرين في لبنان بحالة من العجز والخسارة.

ولكن السؤال الأساسي، هل تحلّ شبكة “ستارلينك”، مشكلة الإنترنت في لبنان في حال تم الإتفاق معها؟ أوضح الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم في حديث خاص لموقع “الكلمة أونلاين”، أن “شبكة “ستارلينك” تعمل على تزويد الإنترنت عبر الأقمار الإصطناعية”، مشيرا الى أن “الإشكالية لا تتعلّق بالجهة المزوّدة لخدمة الانترنت إنما هي عدم وجود السيولة المطلوبة للحصول على خدمات هذه الشبكة من جهة ولصيانة البنية التحتية ليتم توزيع الخدمة على جميع الأراضي اللبنانية من جهة أخرى”.

وقال: “حتى لو تم الاتفاق مع شبكة “ستارلينك” في لبنان وتفعيل خدماتها كمرحلة أولى، تكمن الصعوبة في المرحلة الثانية وهي توزيع هذه الخدمة في الداخل وهذا الدور يعود حصرا لهيئة “أوجيرو” التي تعاني من اهتراء فاضح في بنيتها التحتية وباتت عاجزة عن القيام بأعمال الصيانة الملحّة بالاضافة الى إضراب موظفي “أوجيرو” المستمر، ما أدى الى تعطّل خدماتها من دون التوصل حتى اللحظة الى أي حلّ ممكن”.

وتابع أبي نجم: “الدولة اللبنانية يمكنها التزوّد بالانترنت من مصادر عدة ولكن عليها أولا إيجاد السيولة المطلوبة مقابل هذه الخدمة بالاضافة الى تطوير شبكات هيئة “أوجيرو” لتتمكن من توزيع هذه الخدمة على كافة اللبنانيين والا يكون احتكار “أوجيرو” لهذا القطاع معرقلا لا مسهلا لهذه العملية”.

وحول ما يُحكى عن ضرورة الإستعانة بخدمات شبكة “ستارلينك” في حالة تمدد الحرب في غزة الى لبنان، وضع أبي نجم هذا الكلام في إطار “الخفة غير المقبولة”، مذكّرا بأن “”ستارلينك” شركة أميركية يملكها إيلون ماسك والأخير قام بقطع الخدمة عن قطاع غزة، متعهدا بعدم تزويد القطاع بالانترنت الا بموافقة أميركا وإسرائيل، وبالتالي في حال اندلاع الحرب في لبنان من المضحك الإعتبار أن ماسك سيزوّد لبنان بهذه الخدمة بما يتعارض مع مصلحة إسرائيل”. وتابع: “هذا الامر إن دلّ على شيء فهي الخفة التي يتعامل بها وزير الاتصالات مع هذا الملف”.

يُذكر أن لبنان يعتمد حاليا في تغذية الإنترنت على كابل بحري رئيسي يدعى “أي مي وي” IMEWE (وهذا الكابل يغذّي أيضاً باكستان، الهند، الإمارات العربية المتحدة، السعودية، إيطاليا وفرنسا)، بالاضافة كابل يدعى “قدموس” القادم من قبرص وبالتالي أي عملية صيانة أو تحديث خارجية على هذه الكبلات ستؤثر بشكل جذري على سرعة الإنترنت في لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى