أبرز الأخباربأقلامهم

١٨ كانون الثاني ٢٠١٦ – ١٥ آذار ٢٠٢٤ ،ما أشبه اليوم بالأمس

Almarsadonline

ألمحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

في ١٨ كانون الثاني ٢٠١٦، زحفت قيادات التيار الى معراب ، واطلقت يومها شعارات وحدة المسيحيين ودعم البشير، وال ١٠٤٥٢ كلم ٢.ودعم الدولة، و”اوعا خيك “، والمجتمع المسيحي فوق كل اعتبار، والتحالف مع القوات اللبنانية…… ، ولم يخفَ على أحد هدف الزحف وغاياته التي تكشفت صبيحة تولي العماد عون رئاسة الجمهورية
يومها سار الدكتور سمير جعجع في هذا الحلف، لكن بعض القياديين والعناصر القواتية بقيت متحفظة ومترددة لعدم ثقتها بنوايا التيار بعد تراجعها مراراً عن شعاراتها ومبادئها والتي تخللها عند كل انعطاف ما كان يتسبب بمئات الشهداء والجرحى والمعوقين والحروب المدمرة ومزيد من النزف داخل المجتمع المسيحي.
فما ان وصل العماد عون الى قصر بعبدا حتى انقض هو والتيار الذي يمثله على الاحزاب المسيحية المعارضة مجتمعة، فشن حرباً سياسية ضروساً عليهم، فأقصاهم كلياً عن المشاركة في الحياة السياسية اللبنانية مستقوياً بتحالفه مع حزب الله والثنائي ما اسدى ضربة عنيفة للمسيحيين وتسبب بمزيد من التراجع على مستوى الحضور والمشاركة في الحياة السياسية اللبنانية
اليوم، وبعد ثماني سنوات ، تعاد تمثيلية ” اوعا خيك”، فيعيد رئيس التيار تصفير عداد سياساته من جديد، ويدق نفير ” جمع الشمل” مستعيراً هذه المرة شعارات الرئيس الراحل بشير الجميل ابرزها ال ١٠٤٥٢ كلم مربع، لاعباً على وتر مسيحي، مع علمه علم اليقين كم تراجعت شعبية التيار تباعاً بعد انهيار البلد وافلاسه في عهد العماد عون، وفيما بعد بعد انهيار تحالفه مع حزب الله ونعيه والقاء حجر على قبره من كلي فريقيه.
مَن مِن اللبنانيين لم يقرأ بين اسطر خطاب باسيل الاخير رائحة نداء الإستغاثة والاستنجاد بخصومه المسيحيين تفوح اليوم، ومن لم يقرأ في ثناياها خيبات الامل وادراكه الهزيمة المدوية في سياسة التقلب والتجارب والانعطافات الحادة من ليلة الى ضحاها، ومن لم تصيبه سهام الطعنات الحادة بدءاً من العام ١٩٨٩ ولغاية اليوم، من القوات اللبنانية الى الكتائب الى الوطنيين الأحرار الى المستقلين والتغييريين، فلم يترك التيار من بينهم صاحباً، بعدما عاش الثمالة على عروش انتصارات وهمية ،من حرب التحرير المدمرة، الى حرب الالغاء التي قضت مضاجع المسيحيين ،الى تحالفات العام ٢٠٠٥ الهجينة الى الاستقواء بخط النظام السوري والممانعة والعيش على امجاده، الى عهد صب جام غضبه على الاحزاب المسيحية،
من سوف يصدق هذه النكتة السمجة، بعد كل هذه التجارب المريرة،
وأي زوجة مضطهدة طوال حياتها من زوج ذاقت الامرين من خصالها البشعة والمدمرة لعائلته ستصدق في شيخوختها أن ذاك الزوج المريض المطروح على فراش المرض سيعاملها بالحسن والرقة والتضحية والوفاء بعد طول تجارب في حياتها مارس خلالها الاذلال بحقها والتحقير والاهمال والطرد من البيت الزوجي.
لقد توالت التعليقات على خطاب الامس ” المعسول” و “المجبول “بالحنان” و” الوفاء” و” الصدق”، في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وهي كانت تجمع على ما تخفيه من نوايا مصلحية لا تهدف سوى للجذب والاستقطاب واللعب على وتر من هو تواق لنهج بشير الجميل، لكن لم يعرف من تنكر للتاريخ ان الأخير لن يرحم، وان للبنانيين ذاكرة جيدة لا تمحى بخطاب ام بخدعة ام بشحطة قلم ام بموقف عرضي،
لقد سئم اللبنانيون الدجل والالاعيب البهلوانية في السياسة، هم يبحثون اليوم عمن يؤمن لهم لقمة العيش ويفرج عن ودائعهم ويسدد اقساط مدارس وجامعات اولادهم ويؤمن لهم وظائف محترمة وطبابة واستشفاء ودواء،
وليبحث اولئك الذين يظنون انهم يرعون قطيعاً من الاغنام عن صحارٍ ومشاعات لرعي اغنامهم ،لقد شكلت مواقف السياسيين الذين سرقوا الناس عبراً في حياتهم وتجارب مريرة لن يجد ” غيارى آخر زمان” في الوطن مسارح للعب ادوار عليها بعد اليوم.
لقد انتهى المسلسل الدرامي، وحان وقت الاصلاح والتغيير الحقيقي وابعاد تجار الهيكل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى