أبرز الأخباربأقلامهم

هذا ما تخشاه القوات اللبنانية !

 Almarsadonline

ألمحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

خلط الاوراق هو العنوان العريض للمرحلة المقبلة حيث ينهمك المتابعون لمسار انفراط عقد تفاهم مار مخايل بين التيار وحزب الله إلى ما ستؤول إليه العلاقة بين القوات والتيار الوطني الحر.

معلومات مؤكدة أوردت أن التيار يحاول التقارب مع العديد من الكتل والقوى المعارضة ونواب التغيير،لكن الحذر من قبل هؤلاء يبقى سيد الموقف نظراً للتجربة التي خاضها اللبنانيون عامة والمسيحيون بوجه خاص مع التيار الذي كان فريداً منذ العام ١٩٨٩ في اطلاق شعارات كانت تناقض بعضها من عام الى عام، وكان سرعان ما يتخلى عن مبادىء ليطلق مبادىء أخرى مختلفة عن سابقاتها، بينما ” تكويعاته” في تحالفاته سجلت انعطافات تاريخية ابرزها عام ٢٠٠٥-٢٠٠٦ حين طلق حلفاءه في رفع شعار السيادة والحرية والاستقلال وتطبيق ال ١٥٥٩ . وابرم اتفاق مار مخايل في ٦ شباط ٢٠٠٦ وانتقل من ضفة ١٤ آذار الى ضفة ٨ آذار.

اليوم، وبعد طول تجارب مريرة مع التيار، من انتكاسة العام ١٩٨٩ يوم محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع الى اتفاق معراب عام ٢٠١٦ الى الانقلاب على القوات يوم وصل العماد عون الى قصر بعبدا  تواجه القوات معضلة كبيرة للغاية هي : كيف يجب التعاطي مع هذا الحزب الذي لم يعد له لون ولا هوية ولا مبادىء ولا هدف بعدما بلغ عزلة غير مسبوقة في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية…
فهو تخلى عن كافة تحالفاته مع القوى المسيحية والسنية والدرزية ،مكتفياً بزواج ظن انه ماروني أبدي مع الثنائي الشيعي وخاصة حزب الله، فيما كان يعلم الحزب ان مبادئه تتعارض مع ما يصبو اليه التيار وهو ” الكرسي ” .
دعم الحزب وصول العماد عون وكان يدرك ان السنوات الست من العهد قصيرة نسبة لتاريخ الشعوب والمبادىء الاستراتيجية وخاصة العقائدية ،وهذا ما اغفله التيار ظناً منه بأن زواجه متين صلب ولكن….
كان الافتراق عند انتهاء العهد، واعلن الحزب جهارة دعمه ل ” خصم لدود لرئيس الحزب” هو المرشح سليمان فرنجيه.. فكان الخلاف، وكانت القطيعة، وبعدها اعلان طلاق الزوجين وانتهاء شهر العسل.
كل ذلك سهل غير ان القوات لا تحسد على ما ينتظرها غداً حيث ستواجه استدراج عروض مختلفة من قبل تيار معزول لم يعد له حليف وهو لن ير امامه الا عنوان واحد : شد العصب المسيحي في غياب اي رافعة انتخابية شيعية له في سائر مناطق نفوذه السابقة حين حصد ٧٥٪ من اصوات الناخبين في المناطق المسيحية فضلاً عن اصوات الثنائي تطبيقاً لقانون انتخاب هجين سنّ لصالح قوى ٨ آذار ،
اليوم لم يعد من رافعات، وتداهمه استحقاقات انتخابية من بلدية ونيابية، وهو سوف يخسر عشرات الآلآف من ألاصوات الشيعية التي كانت تأتيه بتكليف شرعي او بدونه
القوات اليوم همها ان لا تخسر اصوات انتخابية كما اصاب التيار، بل تترقب تعزيز المزيد منها ،في وقت خسر التيار الكثير في حروب عبثية وانعطافات دراماتيكية لم تجلب له الا الخسائر المتلاحقة آخرها ما تفوه به الرئيس عون في حديثه الاخير والذي عبر عن ” مرارة وحرقة قلب ” لكون “حلفائه لم يجاروه في مكافحة الفساد” ما فسّر على انه جردة حساب حملت خيبات الامل من ” الحليف” المنتظر…. وهم وفق حديث لنائب التيار الدكتور حايك ” الذين خربوا العهد وضربوه وليس القوات اللبنانية” على حد قوله ما يعطي براءة ذمة رسمية للقوات اللبنانية ويصيب ادارة التيار في مقتل.
من هنا تتنبه قيادة القوات وتحطاط لان الرأي العام القواتي لم يعد يحتمل انتكاسات وتجارب، كما لم يعد للقوات الثقة بالتيار على الاطلاق، واي تجربة ستؤدي به الى خسارة حتمية، وقد سبق ان نبه العديد من الكوادر قائد القوات من ذلك، سيما وان فشل التيار أعطى مزيداً من النقاط للقوات فعليها استثمارها وحسن توظيفها في الاستحقاقات الإنتخابية المقبلة لأن الخصم الاول للقوات مستقبلاً ان لم تجد التعاطي الحذر مع التيار، هو مجموعة صقور القوات والرأي العام الذي يرفض بشراسة اليوم الانزلاق من جديد مع من فشل على كل المستويات ويتخبط باخطائه ونتائج سياسته وهو يبحث عن خشبة خلاص ومنقذ ينتشله من الغرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى