أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف اليوم ١٩ / ٢ / ٢٠٢٤ 

أبرز ما تناولته الصحف اليوم ١٩ / ٢ / ٢٠٢٤ 
كتبت النهار
تحدث الديبلوماسي الاميركي اموس هوكشتاين الى قناة “سي ان بي سي” الاميركية فقال “ان الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل تغيّر بعد 7 تشرين الأول وسيتعيّن علينا القيام بالكثير لدعم الجيش اللبناني، وبناء الاقتصاد في جنوب لبنان، وهذا سيتطلب دعماً دولياً من الأوروبييّن وكذلك دول الخليج، وآمل أن نرى منهم الدعم في المرحلة المقبلة”. وبدا كلامه للمتابعين كأنه خريطة طريق اميركية للخروج من المأزق الذي تتخبط به اسرائيل اولا، ويتخبط به لبنان، ويتخبط به ايضا العالمان العربي والاسلامي، اذ ان الجميع بات ينشد الخروج من النفق المظلم والمكلف.
لعل البعض يتفاءل من كل مبادرة اميركية، لان المتابعين يدركون تماما فاعلية الولايات المتحدة الاميركية وتأثيرها على مجمل قضايا العالم، حتى مع خصومها، اذ ان طهران مثلا، رغم كل العنتريات الكلامية، تنشد الحوار والتفاهم مع واشنطن. لكن الموقف المتعنت الاسرائيلي، حتى الساعة اقله، لا يساعد في بلورة حلول ليس فقط في غزة، وانما في المنطقة كلها. وقد رفعت المواقف الاسرائيلية الاخيرة “الفيتو” ضد المبادرة الاميركية. في مقابل رفض كل الدول العربية اي حلول لا تعترف بحل الدولتين كمقدمة لافقال الملف العالق منذ العام 1948. ورفض ايران ايضا اي تفاوض ما لم يتم وقف كلي لاطلاق النار في غزة، والتعهد الدولي، باعادة الاعمار اولا، وفق ما تطالب به حركة “حماس”.
لكن الافكار التي عرضها هوكشتاين علنا، او التي يحكى عنها ضمنا، ليست قابلة للحياة او صعبة التحقق الا اذا قررت الولايات المتحدة عقد صفقة كبيرة مع ايران تعطيها دفعا اضافيا في المنطقة قد تعترضها اسرائيل.
لكن المسعى الاميركي ليس يتيما، فقد سبقته مبادرة حملها وزير الخارجية الفرنسي الى لبنان واسرائيل، باسم بلاده، او باسم اللجنة الخماسية، وتضمنت نقاطا اساسية بالنسبة الى لبنان، لكنها ايضا قوبلت بعدم تجاوب رسمي لبناني، حفاظا على ماء الوجه، في حال رفضها “حزب الله”، فتجد السلطة نفسها في مواجهة الحزب والثنائي الشيعي، وتنكشف تماما صورتها العاجزة عن المبادرة والقرار، خصوصا في زمن الحرب، بعدما فقد لبنان منذ زمن بعيد قرار الحرب والسلم، وسلمها، او تسلمها عنوة “حزب الله”. وقد وضع الحزب عليها ملاحظات كثيرة تعبر عن رفضه الضمني لها الى ان يلتقط اشارات من طهران.
اما اللجنة الخماسية فتعقد باستمرار اجتماعات، او مشاورات لم تتوقف، وتتحرك اجهزتها في غير اتجاه، وتسعى الى الترويج لافكار واسماء لم تتمكن من تحقيق اختراق في اي منها. وبذلك تكون اللجنة الخماسية تواجه حتى الساعة ابوابا موصدة، رغم جمعها دولا فاعلة، لا تتحرك بفاعلية كافية.
لا يمكن شطب الامال من امكان تحقيق خرق ما، لكن المشهد الواضح حتى الساعة بان ما يجري “جعجعة بلا طحن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى