أخبار محلية

رقم صادم لنسبة حالات الطلاق في لبنان … والآتي أغظم

سنة تلو الأخرى تشهد نسبة الطلاق في لبنان ارتفاعاً ملحوظاً، إذ تظهر الأرقام تراجعاً في عقود الزواج مقابل ارتفاع في عقود الطلاق التي تخطت الـ 55% خلال السنتين الماضيتين.

وبحسب دراسة حديثة، كان لبنان يشهد في الماضي 5 آلاف و500 حالة طلاق في العام، فيما تجاوزت حالات الطلاق 8 آلاف و500 كارتفاع متوسط خلال العقود الماضية، وهذه نسبة مرتفعة جداً.

وتشير هذه الدراسة إلى أن نسبة الطلاق تشمل جميع اللبنانيين من مختلف الأديان والطوائف، ولكن النسبة الأكبر سجلت للمسلمين نظراً لطبيعة الأحوال الشخصية لديهم على عكس المسيحيين.

وبصرف النظر عن عدم وجود إحصاءات دقيقة ومحدثة، قال أستاذ علم الاجتماع طلال عتريسي لـ “موقع الجريدة” إنه “إذا كانت بعض الاحصاءات تشير الى ارتفاع معدلات الطلاق في لبنان، فهذا أمر يعود إلى أكثر من سبب، وغالباً ما تتركَّز على ضيق الوضع المادي وسوء الخلق وسوء التّعامل بين الطرفين، أحياناً من الزوج، وأحياناً من الزوجة، وأحياناً من الطرفين”.

ولفت إلى أن “من أهم أسباب الطلاق في لبنان اليوم يعود للأوضاع الاقتصادية التي لا تزال متدهورة، لا بل وأنها في تراجع مستمر، الأمر الذي أفقد عدد كبير من النساء والرجال أعمالهم وبالتالي انعكس سلباً على الأسر وزاد من صعوبة الحياة ودفع معظم العائلات نحو خيار تفكك الأسرة والطلاق”.

وأضاف عتريسي: “وقد تكون أيضاً الأسباب الأمنية عاملاً مساعداً على الطلاق، لما تسببه من عدم استقرار اجتماعي وعائلي وعدم الثبات حتى في الأعمال اليومية التي يعيش منها الناس، فتزعزع العلاقات الأسرية ويصبح الطلاق أحد الخيارات المتاحة والتي يرغم عليها طرفي العلاقة”.

أما بالنسبة لنتائج الطلاق وتأثيرها على المجتمعات فقال عتريسي: “قد لانلمسها بشكل مباشر، ولكن بعد سنوات تتضح للمجتمع، ويرافق ظاهرة الطلاق ظاهرة أخرى، وهي تأخر سن الزواج بحيث يصبح الشباب أكثر تخوفاً من فكرة الارتباط، ما يدفعهم إلى تأخير الزواج وعدم الرغبة من تحمل المسؤولية كي لا يواجهون صعوبات اقتصادية، وكي لا تزيد الضغوطات عليهم، وهذا التأخير في الزواج هو أشبه بالطلاق من حيث مفاعيله وتأثيراته”.

وحذر عتريسي من أن السنوات المقبلة قد تشهد ارتفاعاً في نسب الطلاق، خصوصاً وأن هذه الظاهرة لا تتغيّر بين ليلة وضحاها، ولأن الأزمة الاقتصادية والمالية التي يمر فيها لبنان، لم تنتهِ وسيكون لها تداعيات ستظهر للناس فيما بعد رغم حالة الإنكار التي يعيشونها وأملهم بأن الأمور ستتحسن قريباً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى