أخبار محلية

“الثمن” الذي يريده “حزب الله” لإنشاء منطقة عازلة جنوب لبنان

طوني بولس

منذ بداية حرب غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والتهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب ضد “حزب الله” لم تتوقف، وذلك بالتزامن مع وضع اشتباك يومي مستمر تدرج على مرحلتين، الأولى كانت محصورة في إطار ما يعرف بـ “قواعد الاشتباك” المحدود، قبل أن تنتقل فيما بعد إلى مرحلة جديدة باتت فيها العمليات تطال عمق جنوب لبنان عبر استهداف قياديين للحزب وبنى تحتية تابعة له.

ومع دخول الحرب شهرها الخامس، والحديث عن مفاوضات بين “حماس” وإسرائيل قد تؤدي إلى هدنة طويلة أو وقف لإطلاق النار، لا يزال مصير جبهة جنوب لبنان ضبابياً، إذ يسرب “حزب الله” عبر وسطاء محليين استعداده لوقف إطلاق النار في حال التوصل إلى أي هدنة في قطاع غزة، في حين تتضارب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول مصير الجبهة الشمالية، إذ يعتبر بعضهم أن ما يسري على قطاع غزة لا ينسحب على الاشتباك مع “حزب الله”، وبالتالي إسرائيل قد لا توقف عملياتها في حال قرر الحزب ذلك.

ثمن المنطقة العازلة

وحسب المعلومات، فإن إسرائيل تفصل استراتيجيتها وأهدافها في قطاع غزة عن جبهتها الشمالية مع لبنان، إذ لا تمانع التفاوض عبر وسطاء دوليين مع الحزب للتوصل إلى اتفاق حول إنشاء منطقة عازلة موازية للخط الأزرق إضافة إلى حل مسألة النقاط الـ 13 المتنازع عليها عند الحدود بين الطرفين وقضية مزارع شبعا، في حين يتقدم الخيار العسكري في حال فشل المفاوضات.

إلا أنه في المقابل، وبحسب المعلومات، يبدو “حزب الله” غير متحمس لنقاش قضية المنطقة العازلة وتطبيق القرار الدولي 1701، أقله في غياب صفقة إقليمية شاملة في المنطقة أو من دون تلقي ضمانات لتحصين وضعه في النظام السياسي اللبناني، ولذلك يتذرع برفض المفاوضات قبل وقف إطلاق النار في غزة. غير أن مصادر الحزب تؤكد أن رفض المفاوضات حول وقف إطلاق النار في الجنوب مرتبط بالأسباب التي فتحت من أجلها “المناوشات”، إذ أن هدفها هو تخفيف الضغط العسكري عبر جبهة دعم ومساندة لـ”حماس”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى