هكذا إستهدفَ “حزب الله” العملاء.. معطيات مهمّة تحصل!
الصواريخ العادية تتطلبُ من عنصر الحزب أن يكون مواجهاً لموقع الهدف، الأمر الذي قد يجعله في خطر النيران الإسرائيلية وتحديداً عبر الطائرات المسيرة أو من عناصر حماية إسرائيلية مهمتها حماية الموقع المستهدف والرد فوراً على مصدر النيران الذي يطاله.
على صعيد الصواريخ الجديدة الموجهة وتحديداً تلك “المنحنية”، فإن إطلاقها لا يتطلب قُرباً من الهدف، كما أن منصاتها لن تكون مرئية أو ظاهرة. الأمر الأكثر أهمية هو أن التحكم بالصاروخ يجري عن بُعد، كما أن إطلاقه يمكن أن يحدث من منطقة بعيدة جداً عن موقع الهدف، وبالتالي يمكن تحديد الإصابة من مكانٍ آمن وتسيير الصاروخ قد تحقيق القصف المطلوب.
لذلك، فإنّ الحزب يكون أولاً قد ساهم في حماية مقاتليه، وثانياً زيادة الضغط على الإسرائيليين من خلال جعل كافة مواقعه مرصودة وتحت الإستهداف، وثالثاً دفع الجيش الإسرائيلي أكثر باتجاه عُمق جغرافي أبعد من الحدود، تجنباً لإستهدافات جديدة وعميقة قد تحصل لاسيما من خلال الصواريخ الثقيلة التي يستخدمها الحزب.
المسألة الأخيرة المذكورة هي التي تُفسر إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي عند حدود لبنان، علماً أن تلك الخطوة قرأها الحزب جيداً وراح يبني مخططاته الحالية على أساسها.
إضافة إلى ذلك، فإنّ الحزب ومن خلال هذه الخطوة سيكون قد أسس أيضاً لضغط عملياتي في أوساط الجيش الإسرائيلي من ناحية إضعاف السيطرة الميدانية على مناطق الحدود كاملة. فعلياً، في حال تمكن الحزب من إبعاد الجنود الإسرائيليين بعيداً عن الحدود، وفي ظل إضعاف البنية الإستخباراتية التقنية القائمة هناك، عندها فإنه من الممكن أن يكون سيناريو إقتحام الجليل أقرب من أي وقتٍ مضى، وتحديداً في حال قرر الحزب ذلك.
وأمام كل ذلك، فإن إسرائيل ستجدُ نفسها مُضطرة لمضاعفة مهماتها الإستخباراتية عبر وسائل جديدة، وأيضاً تمكين نفسها ميدانياً عند الحدود مع عدم إفراغها من الجنود، لأن ذلك سيشكل ثغرة أمنية كبرى ستساهم حقاً في حصول خروقات.
في خلاصة القول، يتبين أن مستوى المعركة بات ضاغطاً جداً على الإسرائيليين، ويمكن الجزم إنطلاقاً من المعطيات التالية أن الحزب استطاع تسجيل نقطة تقدم إستخباراتية وميدانية ضد إسرائيل.. أما الآن فالسؤال الأكثر طرحاً: ماذا بعد؟ وماذا سيجري وسط الحديث عن إتفاق مرتقب للهدنة في غزة؟
المصدر: “لبنان 24”