أبرز الأخبار

حزب الله رفض العروض الأميركية وإسرائيل تجهل ما تخبّئه الأنفاق بين لبنان وسوريا

ليبانون فايلز/ جاكلين بولس

في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تكثّف غاراتها وعدوانها على قرى الشريط الحدودي، خارقةً في الكثير من الأحيان قواعد الاشتباك من خلال استهداف العمق الجنوبي، كانت وكالة رويترز تنقل عن مسؤولين لبنانيين سياسيين وأمنيين أن حزب الله رفض عروضاً أميركية لتجنّب الانجرار إلى حرب شاملة.

العروض تصب في مصلحة إسرائيلي ومستوطني الشمال الذين يواصلون الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لتأمين عودة آمنة لهم، بعدما نزحت عائلات يهودية كثيرة بشكل نهائي لانعدام الأمن، ولفقدان الثقة بالجيش الإسرائيلي وبقيادة نتنياهو نفسه.

تفاصيل العروض لا تصب في مصلحة حزب الله الرافض أصلاً لفكرة إبعاد مقاتليه عن الحدود، لأن في ذلك انتفاءً للحاجة إلى سلاحه، كما أن اقتراح تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود، بالتزامن مع تحرّك إسرائيل لتنفيذ عمليات أقلّ كثافة في قطاع غزة مرفوض من الحزب الذي يشاغل الجيش الإسرائيلي لتخفيف الضغط على القطاع كما أعلن مراراً أمينه العام السيد حسن نصرالله، الباحث عن وقف الحرب على غزة بشكل كامل قبل وقف عملياته الحدودية، وبحسب المسؤولين اللبنانيين الذين تحدّثوا إلى رويترز فقد وصف حزب الله العرضَين الأميركيَين بأنهما “غير واقعيَين”، من دون إقفال قنوات التواصل المفتوحة بالواسطة مع الأميركيين على ترسيم الحدود البرية فور انتهاء الحرب.

حزب الله، ومنذ الثامن من تشرين الأول الماضي ربط بين الجنوب وغزة، فاتحاً جبهة إسناد لحماس وإشغال للجيش الإسرائيلي لن تقفل قبل انتهاء الحرب التي لم تحقق أهدافها بعد أكثر من مئة يوم على انطلاقها، وهي، كما بات معلوماً، سحق حماس واستعادة الإسرائيليين المحتجزين لديها والترانسفير عبر نقل الفلسطينيين إلى سيناء المصرية، ما جعل الوضع الإسرائيلي مأزوماً، ودفع نحو ارتفاع بعض الأصوات المتطرّفة المنادية بفتح جبهة الشمال وتوجيه ضربة قاسية لحزب الله تبعده عن الحدود وتؤمن عودة المستوطنين الذين يشكّلون ضغطاً مالياً واقتصادياً على الحكومة الإسرائيلية التي تدفع تكاليف إقاماتهم في الفنادق وتؤمن لهم المساعدات المعيشية من جهة، وضغطاً معنوياً من جهة أخرى، من دون أن نغفل الضغط الذي يمارسه ذوو الرهائن لدى حماس.

كل هذه المعطيات معطوفةً على دخول الحوثيين على خطّ تعطيل الملاحة البحرية في باب المندب، والضربة التي وجهتها إيران لأربيل العراقية، زادت الأعباء ومخاطر الحرب وأخرجتها عن نطاقها المحصور في غزة والجنوب اللبناني وجعلتها موزّعة على محاور الصراع المختلفة في المنطقة.

الطرح الأميركي بسحب عناصر حزب الله لسبعة كيلومترات عن الحدود يعني باللغة العسكرية مجال الصواريخ المضادة للدروع التي يستخدمها الحزب في استهداف الدبابات الإسرائيلية، وجاء الرفض لأن الحزب ربط مواجهاته مع الجيش الإسرائيلي بوقف الحرب على غزة بشكل كامل، وانطلاق المفاوضات لتبادل الأسرى ورسم ملامح المرحلة المقبلة في القطاع، ما يعني أنه لن يدخل في أيّ صفقات جانبية، لا سيما وأن الوضع مرشّح للتصعيد وسلوك المسار المؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة، يبلغ مداها الجغرافي اليمن وإيران وسوريا ولبنان، ما يجعل كل الأطراف المنخرطة بالمواجهات راهناً، عاجزة عن مغادرة الساحة قبل إيجاد حلّ للصراع في غزة.

ومع التهديدات الإسرائيلية اليومية للبنان بحرب تدميرية، ترجّح مصادر عسكرية لـ “ليبانون فايلز” أن تكون حرب إسرائيل مع حزب الله أصعب بدرجات كبيرة مما يجري مع حركة حماس، وتقول “الأخطر لم يُكشف بعد وإسرائيل تجهل ما تخبّئه الأنفاق بين الجنوب اللبناني وسوريا من صواريخ دقيقة يمتلكها الحزب، وحدها الحرب قادرة على كشفها وإدخالها إلى الميدان وقد شهدنا مثيلاً لها في الاستهداف الإيراني لأربيل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى