أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف اليوم ١٧ / ١ / ٢٠٢٤ 

أبرز ما تناولته الصحف اليوم ١٧ / ١ / ٢٠٢٤

كتبت النهار

لم تضرب سلطة شرعية رسمية دستورية نفسها في لبنان، في أيّ من حقبات الحروب والسلم المتعاقبة منذ خمسة عقود، كما فعلت السلطة الحالية بإذابة “كيانها” تماماً تحت وطأة الاستقواء تارة والاستسلام لـ”الصبي القوي” في البيت طوراً. ولئلا يختلط مفهوم السلطة بين تنفيذية وتشريعية وحتى “وحتماً” قضائية أيضاً، فإننا نعني مجموع هذه السلطات الحاكمة والمتحكمة بواقع أزمة لبنان منذ ما قبل نهاية العهد السابق الأسوأ الذي شهده لبنان والذي بدأ بعده الفراغ “المتجدّد”. صُدم اللبنانيون أخيراً لأن السلطة عبر رموزها ورؤوسها في الحكومة والبرلمان الذي صارت مشاركة رئيسه للسلطة التنفيذية في التفاوض بمثابة عرف مفروض قسراً ومسلّماً به، “أذابت” نفسها بالتماهي المطلق مع كل ما يعلنه ويفرضه “حزب الله” في مجريات احتكاره قسراً وبالقوة القاهرة لقرار الحرب والسلم والضرب عرض الحائط بكل المكوّنات والفئات والطوائف والأحزاب اللبنانية بما يوازي تماماً حكم الحزب الواحد الديكتاتوري المألوف في دنيا العرب. ولكن ما فات”نا” جميعا على نحو متأخر أن ترسيخ حكم الحزب الواحد تحت مسمّى زائف هو “محور” أو “تحالف” 8 آذار في حينه قبل تحديث التسمية لاحقاً لكي تغدو راهناً “محور الممانعة”، حتى هذه الصفة الجماعية في الدلالة على “تجمّع” قوى تنضوي في مسار ونهج سياسي داخلي وإقليمي واحد، سقطت بدورها سقوطاً “مبرحاً” منذ زمن بعيد أقله منذ فجر السنة وثلاثة أشهر من عمر الفراغ الرئاسي على نحو مكتوم وصامت لم يتنبّه إليه أحد لا من هذا الذي كان تحالف 8 آذار ولا من خصومه ولا من المستقلين (إذا وُجدوا).

لم يكن ما صرّح به رئيس حركة “أمل” شريك الثنائي الشيعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري أخيراً من ان ثمة مرشحاً واحداً هو سليمان فرنجية، وليتفضّلوا لانتخابه، سوى “بق للبحصة” التي تختصر مآل لبنان منذ قرر “الحزب الحاكم” وضع يده على سائر السلطات كما قرر تماماً إشعال المواجهة في الجنوب تحت ستار”المشاغلة”. ولعلنا قد نذهب أبعد وأبعد للتساؤل هل حان وقت إفصاح “حزب الله” عن إنجاز مأثرته الكبرى في ختام هذا الجهاد الأكبر بوضع يده تماماً على السلطة وتعليق أحكام الدستور إن اندلعت الحرب الشاملة مع إسرائيل؟ ما يسوّغ “كابوساً” كهذا هو أن الحرس الثوري الإيراني، السلطة العسكرية والتنظيمية الآمرة في هيكلية الملالي لأذرع إيران في الإقليم التي منها وأولها وأقواها “حزب الله”، هذا الحرس شرع في الساعات الأخيرة في الانخراط العملي في توسيع المواجهات المتصاعدة على امتداد الشرق الأوسط وتحديداً في كل البقع الحربية والمضطربة التي “عاث” فيها النفوذ الإيراني “نفوذه”.

وما بين تورّطات الدول الغربية الكبرى في البحر الأحمر وتورّط إيران المباشر بعد توريط أذرعتها في حرب غزة ترانا لا نتساءل إطلاقاً بسذاجة معهودة أيّ لبنان وبمن سيواجه شبح الجحيم المشتعل على امتداد الشرق الأوسط؟ بأي سلطة والدولة ذهبت ولم تعد ولا تظهر أي مؤشرات إطلاقاً على العثور على بقاياها؟ كأن سلطة لبنان الراضخة للأمر الواقع الانقلابي والتي صارت جزءاً من انقلاب متدحرج قرّرت أخيراً “التصالح” مع نفسها فأذعنت إذعاناً ساحقاً لمن صادر أساساً قرارات الحرب والسلم كما صادر الدستور والديموقراطية. كل هذا يستفيق الآن قبل الضربة القاتلة الأخيرة المتمثلة باشتعال الحرب ولا من يتجرأ على الاعتراف بأن لبنان صار يتيماً من الشرعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى