أبرز الأخبار

بري يكشف عن مبادرته… تستفز المسيحيين وتخدم مرشحاً واحداً

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

سقط القناع عن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري “الرئاسية”، وتبيّن أن كل ما قيل سابقاً عن أهمية عقد حوار وطني ينتهي بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، ليس إلاّ محاولةً لاستدراج الكتل والنواب إلى فخ انتخاب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

أن يُعقد حوار وطني تحت قبّة مجلس النواب لخلق مساحة تلاقٍ بين المختلفين، هو أمرٌ في غاية الأهمية، لكن أن يكون الحوار مفخخاً ومعلباً بأهدافٍ سياسية محددة، فسيصبح خطراً على البلاد. وهذا ما يفعله الرئيس بري الذي كشّر عن أنيابه أخيراً وراح يُغرّد وحيداً في معركة الرئاسة لحساب مرشح واحد هو سليمان فرنجية.


ليس صحيحاً كما يدّعي بري أن الساحة الرئاسية فيها مرشح وحيد هو فرنجية، وليس منطقياً أنه بعد سنة ونصف تقريباً على الشغور الرئاسي لا يزال الثنائي الشيعي مصرّاً على “البيك”، وكأنه الوحيد بين الموارنة الذي يمكنه السكن في قصر بعبدا لستة سنوات يتمنى الشعب اللبناني أن لا تكون شبيهة بسنوات الرئيس السابق ميشال عون.

في الآونة الأخيرة، خرج الرئيس بري بجملة تصريحات تؤكد أن إنجاز الإستحقاق الرئاسي سيطول ربما إلى العام 2026، أي موعد إجراء الإنتخابات النيابية، وأبرز تصريحات بري كانت حين لفت إلى أن لا مرشحاً جدياً سوى فرنجية، وأن الأخير هو الخيار الأفضل لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، من قائد الجيش العماد جوزف عون، إضافة إلى إعلان بري: “أننا الآن أمامنا مرشح هو سليمان فرنجية، وإذا كانوا موافقين على ترشحه، أدعو إلى جلسة انتخاب وليذهبوا إليها”.

هكذا يكون الرئيس بري قد أخذ على عاتقه مواجهة قوى المعارضة لفرنجية، إذ يشترط على الكتل النيابية الموافقة على ترشيح فرنجية ليدعو إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، أي أن المجلس النيابي سيبقى مغلقاً أمام النواب إلاّ في حال رضخوا ووافقوا على ترئيس زعيم “المردة”.

كما أن بري هو المسؤول الأول عن المفاوضات التي تجري بين لبنان والدول الأجنبية بشأن الوضع على الحدود اللبنانية – الفلسطينية بين “حزب الله” وإسرائيل، وبري هو الذي يضمن تطبيق القرار 1701 مقابل رعاية دولية لملف رئاسة الجمهورية، خصوصاً أن الحل الداخلي بات شبه مستحيل وانجاز الإستحقاق بات بحاجة إلى تدخل خارجي.

وأخطر ما ينتهجه بري هو تغطيته لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي ينتهك الدستور ويصادر صلاحيات رئيس الجمهورية، الأمر الذي يثير غضب القوى المسيحية ويحدث بلبلة طائفية في البلد، هدفها ابتزاز المسيحيين وإجبارهم على الرضوخ لشروط انتخاب فرنجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى