أبرز الأخبار

باسيل يصطدم مجددا ببري: ورقة الاولويات مع الحزب حبر على ورق

يبدو أن طريق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى الضاحية لن تكون سالكة من دون المرور بمحطة عين التينة، وهي المحطة التي يتجنب رئيس التيار الوقوف عندها لقدرتها على تفريغ كل ما يحمله الرجل من أفكار ومشاريع واعادتها الى ساحة التدوير السياسية.

في كل مرة يسعى التيار الى مُحاكاة الحزب بالمشاريع المرتبطة بتحريك مؤسسات الدولة وما يصفه بالاصلاحات ومكافحة الفساد، يصطدم بجدار عين التينة الصلب، حيث يجلس الرئيس نبيه بري خلفه ينتظر أن يأتيه باسيل بالخبر اليقين ويفرج عن مطالبه وشروطه لوضعها على الطاولة ومناقشتها ويتمكن فيما بعد من عقد الـ deal الرئاسي معه عبر عرض ضمانات للسنوات الست المقبلة.

في اطلالته الاخيرة أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن التفاهم مع التيار حول مسألتي اللامركزية الادارية والصندوق السيادي لا زال مستمرا وموضع نقاش داخل اللجان الحزبية التي تم تشكيلها بين الحزبين، الا أنه شدد على مسألتين: الاولى وهي المرتبطة ببعض القوانين الواجب أن تمر عبر مجلس النواب لاقرارها وهذا الامر يحتاج الى تفاهمات بين الكتل على ما هو مطروح أمامها. والنقطة الثانية أيضا هي حصر التفاهم بين الحزب والتيار كمرحلة أولى، وبعدها ينتقل الحديث مع القوى الحليفة من حركة أمل والاحزاب الأخرى التي تدور في فلك حزب الله، وبالتالي فان مشوار البنود التي يطلبها التيار قد يكون طويلا ولن تُقر بكبسة زر كما يعتقد البعض، وهو ما شدد عليه نصرالله الذي كان منطقيا بسرده لمضمون الحوار بين التيار والحزب وقد أثنى عليه. لكن ذلك لا

يعني ان الامور قد تصل الى خواتيم سعيدة أو أن اللامركزية الادارية ستُقر عند أول جلسة تشريعية قبل الاتفاق على رئيس للجمهورية.

ما ألمح اليه نصرالله عن مسار التوافق في حال تم مع التيار، قاله الرئيس نبيه بري مباشرة بعد كلام الامين العام لحزب الله، حيث أكد رئيس المجلس أنّ “الأولويّة لانتخاب رئيس للجمهوريّة ونقطة على السّطر. فلا أولويّة تعلو أو تتقدّم على أولويّة انتخاب الرّئيس، وكلّ ما عدا ذلك من ملفّات وقضايا، مؤجَّل إلى ما بعد إتمام هذا الاستحقاق”، مستطردا أن كل ما يُحكى عنه من لامركزية ادارية وغيرها تكون انطلاقتها من اتفاق الطائف الذي أكد التمسك به وتطبيقه بحذافيره. وما بين تصريح نصرالله وتأكيده أن أي توافق مع التيار حول النقاط المحددة على جدول أعمال هذا التفاهم يكون ضمن حوار لاحق مع الاطراف لاسيما ضمن المحور الواحد، وغمز الرئيس بري من قناة باسيل بأن الاولوية هي انتخاب رئيس وبعدها يتم الحديث عن الامور الاخرى، يوضح من دون أي لبس أن لعبة توزيع الادوار بين الثنائي لم تتغير وأن الحوارات الثنائية كتلك التي يقوم بها التيار والحزب لن تصل الى نتائجها المرجوة طالما أن باسيل متمسك بانتزاع ورقة اللامركزية والصندوق السيادي قبل انتخاب الرئيس، في مقابل اشتراط بري ايصال الرئيس الى كرسي بعبدا ليُصار بعدها الى التفاهم على كل البنود الدستورية المطلوبة وعلى طاولة حوار جامعة لكل المكونات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى