أبرز الأخبار

ما بين اللواء جميل السيد واللواء عباس ابراهيم من خلاف… على ماذا؟

خاص الكلمة أونلاين – بقلم جان الفغالي

الزمان : مطلع تسعينيات القرن الماضي ، يدخل قائد المكافحة في الجيش اللبناني اللواء عباس ابراهيم ( ولم يكن لواءً آنذاك) ، على مساعد مدير المخابرات اللواء جميل السيد ، أيام كان العميد ميشال رحباني مديرًا للمخابرات، طالبًا ” مأذونية ” للسفر بضعة أيام . لم يوافق السيِّد على “المأذونية” ، وأعطى اللواء ابراهيم نسخةً عن أطروحته لدورة الأركان ، وكانت موضوعها ” دمج الألوية ” ، وقال للواء ابراهيم : ” بدل السفر ، إقرأ هذه الأطروحة ” .

يتذكَّر اللواء ابراهيم هذه الواقعة التي تعكس الثقة التي كان يوليها اللواء السيِّد لقائد المكافحة وللمهام التي يُكلَّف بها وتُناط به. كانت ثقة اللواء السيِّد باللواء ابراهيم كبيرة ، يقابلها الأخير بإعجابه بذكاء السيد وتنظيمه المُفرِط .

” راحت الأيام وجاءت الايام ” ، أصبح اللواء السيد مديرًا عامًا للأمن العام، وهي المرة الأولى التي يتبوأ ضابط شيعي ، من خارج صفوف الأمن العام ، هذا المنصب، لم يكن اللواء ابراهيم من بين ضباط الجيش اللبناني الذين اختارهم اللواء السيد لينتقلوا معه إلى الأمن العام. بقي في وزارة الدفاع ، لكن شيئًا ما حصل بينه وبين قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان ، فتم تشكيله إلى قيادة منطقة بيروت ، ما اعتُبِر ” إبعادًا واستبعادًا ” له ، تدخَّل اللواء السيد لمعالجة هذا ” الإبعاد ” وتوصل ، بموافقة اللواء ابراهيم ، إلى صيغة تحفظ هيبة قيادة الجيش وكرامة اللواء ابراهيم.

من فوج المغاوير في رومية إلى رئيس مخابرات الجنوب إلى مساعد مدير المخابرات في اليرزة، إلى أن استقر مديرًا عامًا للأمن العام .

في المقابل ، كان وضع اللواء السيِّد يتدحرج ، من الدخول إلى السجن في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلى التواجد في السيارة التي أقلت الوزير السابق ميشال سماحة والتي نقل فيها المتفجرات من دمشق إلى الأشرفيه ، من دون ان يكون للسيد علمٌ بما ينقل سماحة.

 

بدأ التباعد بين اللواءيْن ” اللدودين” بعد خروج اللواء السيد من السجن ، اللافت انه كان في استقباله حشدٌ قيادي من حزب الله ( هو نفسه الحشد الذي هنَّأ اللواء ابراهيم في مسقط رأسه ، كوثرية السيَّاد، حين عُيِّن مديرًا عامًا للأمن العام ، وكان على رأس المهنئين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ).

 

استمرَّ التباعد بين اللواءين حتى حين انتُخِب اللواء السيد نائبًا عن احد المقاعد الشيعية في بعلبك – الهرمل. على رغم ان لا تنافس مناطقيًا بينهما ، فاللواء السيِّد من النبي أيلا البقاعية ، واللواء ابراهيم من كوثرية السياد الجنوبية. لكن بدا ان المنافسة كانت على ما لن يأتي، على الرئاسة الثانية.

بدأت المناوشات الكلامية بين الرجلَيْن من خلال تبادل التغريدات التي حملت اتهامات متبادلة لم يكن المال بعيدًا عنها ، تُرِكت التغريدات على غاربها بعدما رفع اللواء السيِّد سقف الحملة ، فكان ردّ من اللواء ابراهيم ، لكن وساطات حزب الله حالت دون توسّع هوة الخلافات و” نشر الغسيل” بين الجناح ( منزل السيد ) والرملة البيضاء ( منزل ابراهيم) .

المفارقة ان اللواءين تبادلا اتهامات مرتبطة بملفات أمنية ومالية، من دون ان يصل أحدٌ منهما إلى فتح ملف الآخر، فبقيت الإتهامات ” تحت السيطرة” .

بعد خروج اللواء ابراهيم من الأمن العام، اصبحت المعركة بين ” خاسرَيْن” لرهاناتهما : اللواء ابراهيم خسر رهان التمديد له في الأمن العام ، واللواء السيد خسر أن يكون أكثر من نائب، وثمة معلومات تتحدث عن ان حزب الله لن يدعمه في دورة ثالثة ، فهل يخوض الانتخابات على لائحة مواجِهة للائحة حزب الله ؟

 

يتقدَّم اللواء السيِّد على اللواء ابراهيم بأنه يحمل لوحةً زرقاء ، وهي التي لم ينَلْها اللواء ابراهيم حتى الآن ، لكن اللوحة الزرقاء وحدها لا تكفي للإنتقال إلى عين التينة ، بعد عمرٍ طويل للرئيس نبيه بري.

فالضوء “الأخضر” من حزب الله هو أهم من اللون ” الأزرق” الذي يشكِّل جسر عبور إلى الإمساك بالمطرقة في ساحة النجمة ، وهذا الضوء لم يعطِّه السيِّد لأحد اللواءيْن، على رغم سعيهما الذي لا يتوقَّف . وثمة مَن يتحدَّث عن أن الحزب “يُلمِّع” شخصية مدنية مفضِّلًا إياها على شخصية ” لمعت ” النجوم على كتفيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى