أخبار محلية

حزب الله يزدهر بفضل دولارات عدوّه الأميركي

قالت صحيفة “الفيغارو” الفرنسية إنّه قبل مئة يوم من الإنتخابات التشريعية الحاسمة لمستقبل لبنان، وفي حين تيتّمت الطائفة السنّية المنافسة لحزب الله بعد انسحاب زعيمها سعد الحريري، بدأت الزبائنية في البلاد من أجل كسب تعاطف الناخبين.

وبحسب الصحيفة، في لعبة الإنتخابات في بلدٍ تتمّ فيه ممارسة شراء الأصوات بشكل دائم، فإنّ حزب الله الموالي لإيران في طريقه للفوز بفضل دولارات عدوّه الأميركي الذي لا يزال بإمكانه الحصول عليها رغم سلسلة العقوبات المفروضة من قبل واشنطن.

وأشارت “الفيغارو” إلى أنّه في لبنان – البلد الذي تراجعت فيه العملة الوطنية بنسبة 100% تقريباً بسبب الأزمة الإقتصادية والمالية التي عصفت به لمدّة عامين – فإنّ امتلاك الدولار أو الحصول على أجر بهذه العملة يُعدّ من الرفاهية.

ونقلت الصحيفة عن رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد أنّ مَن يعمل في الحزب سواءً كان مدنياً أو عسكرياً يتقاضى راتبه بالدولار، من دون الكشف عن عدد هؤلاء الأشخاص، لكن “لو فيغارو” لفتت إلى أنّ بعض التقديرات تتحدّث عن نحو خمسين إلى ستّين ألفاً، بمعدّل ألف إلى ألف ومئتي دولار لكلّ شخص شهرياً.

وفي نفس الإطار، لفت رعد إلى أنّه منذ عام قام الحزب بإضافة مئة إلى مئتي دولار إلى الرواتب التي تُصرف بالليرة اللبنانية، والتي تعود للموظّفين في المؤسّسات الخيرية والصحية والمدارس التي تعمل في المناطق التي تُعتبر معاقل لحزب الله، وهي لا تشمل الشيعة فقط، وتمتدّ من الضاحية إلى الجنوب والبقاع.

وأكمل رعد أنّ نوّاب الحزب يُعطون حرّاسهم الشخصيين خمسين دولاراً لزيادة الرواتب التي يحصلون عليها من جهاز أمن الدولة.

الصحيفة الفرنسية ذكّرت بأنّه على عكس الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، لا تَعتبر فرنسا حزب الله منظّمة إرهابية، مضيفة أنّه بينما تنشغل الولايات المتحدة بمساعدة المنظّمات غير الحكومية من أجل ضخّ دماء جديدة في الحياة السياسية اللبنانية، فإنّ الطرف الوحيد في الطيف السياسي الذي يأمل بالتنافس مع حزب الله هو حزب القوات اللبنانبة، المعادي بشدّة لإيران، والمموّل من قبل المملكة العربية السعودية، ما ينفيه حزب القوات بدوره، على حدّ تعبير “الفيغارو”.
وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل أنّه بعد انسحاب سعد الحريري، تحاول القوّات اللبنانية جذب الأصوات السنّية، مؤكّداً أنّ مواردهم أقل من موارد حزب الله.

وفي السياق، يذكر رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، في حديثه مع “الفيغارو”، أنّه تمّ إنفاق مبلغ خمسين مليون دولار على البرامج الإجتماعية العام الماضي.

وتتابع الصحيفة: “بالإضافة إلى شبكة متاجر النور المخصّصة لأعضاء الحزب المدنيين والعسكريين، حيث يمكنهم الحصول على المواد الغذائية بسعر مخفّض، أطلق حزب الله خلال الأزمة بطاقة الإمام السجاد التي تتيح للمستفيدين منها شراء جميع أنواع المواد الغذائية بسعر منخفض”.

وهنا يؤكّد صفي الدين أنّ مئتي ألف عائلة على الأقل استفادت من هذا الأمر، بعدما جرى إحصاء دقيق في المناطق المعنيّة بهذا الشأن.

ووفق “الفيغارو”، بعض السنّة المقرّبين من الحزب سيستفيدون أيضاً من هذه الأسعار المخفّضة، في حين خصوم الحزب يرون أنّ التخفيضات ناتجة فقط عن الإعفاء من ضريبة القيمة المضافة على المنتجات من الدول الحليفة لحزب الله، كسوريا وإيران. أمّا عدد المستفيدين، فسيزداد في الفترة المقبلة، كما أوردت الصحيفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى