أخبار محلية

عون رئيس بعد التمديد

جاكلين بولس \ ليبانون فايلز

كثيرة هي العوامل التي يمكن الانطلاق منها نحو محاولة انتخاب رئيس للجمهورية طال انتظارها. فالرئيس نبيه بري استبشر خيرا بالتفاهم مع القوات اللبنانية في ما خص التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، ورأى أنها فريق يمكن الاعتماد عليه في الأوقات الصعبة من عمر الوطن. صحيح أن للقوات قراءة مختلفة لمفهوم السيادة والديمقراطية ولأسلوب ممارستهما داخل المجلس النيابي، لكن الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة على حد سواء، أملت على معراب تقديم بعض التنازلات، خدمة للمصلحة العليا للوطن ولأبنائه، وحفاظا على الاستقرار الأمني في زمن الحرب على قطاع غزة، فكان اللقاء في منتصف الطريق مع مهندس الحلول العجائبية الرئيس نبيه بري على تخريجة للتمديد نجحت، بالطبع، بسبب انضمام أطراف سياسية أخرى إليها ما وفرّ نصاب الجلسة بعد مقاطعة التيار الوطني الحر ومغادرة نواب الوفاء للمقاومة.

“هذه التجربة”، يقول مصدر قريب من الرئيس بري لـ “ليبانون فايلز”، “معطوفة على الظروف الصعبة ماليا واقتصاديا، وتردي أوضاع المؤسسات العامة وتحللها حد الخروج من الخدمة في الكثير من الأحيان، وضرورة مواكبة ما يجري من تسويات على صعيد المنطقة، والمشاركة فيها كمفاوض وليس مفاوض عليه، والتي تحتم وجود رئيس للجمهورية على رأس السلطة، دفعت الرئيس بري إلى إعلاء مرتبة الاستحقاق الرئاسي إلى مقام الأولية مطلع العام المقبل، وما يشجعه على ذلك هو عودة الموفد الفرنسي والموفد القطري إلى بيروت، وإن يكن القطري قد حقق خرقا أكبر من الفرنسي، مع الجدية التي تبديها الخماسية في هذا الاتجاه”. وانطلاقا من كل هذه المعطيات، أراد بري تثمير تجربة التمديد للقادة العسكريين في الانتخابات الرئاسية لا سيما أن الظروف الإقليمية أكثر من ضاغطة ولبنان من الدول الأكثر تأثراً. ويضيف المصدر “يواكب الرئيس بري الفرص الداخلية المتاحة لتلتقي مع تلك الخارجية علّنا نصل إلى بداية الطريق للخروج من الأزمة، فكل ما هو مقبل على لبنان يحتاج رئيسا للجمهورية من تطبيق القرار ١٧٠١ إلى توقيع اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي، وصولا إلى الوضع الحكومي والمؤسسات التي تعاني من الشغور في الكثير من مواقع الأساسية”.

تحسس الرئيس بري الأخطار المحدقة بلبنان تشاطره إياها أطراف داخلية كثيرة، لكن لكل طرف مقاربته المختلفة للحلول وآلياتها. فالقوات اللبنانية بدت أكثر انسجاما مع بري في الآونة الأخيرة، من هنا المناشدة التي وجهها رئيسها الدكتور سمير جعجع لرئيس المجلس فور انتهاء جلسة التمديد للاقتداء بها والدعوة إلى جلسة انتخاب مفتوحة تواكبها مشاورات ثنائية وثلاثية ورباعية توصلا للتوافق على مرشح رئاسي تنتهي الجلسة بانتخابه. ويقول مصدر قواتي لموقعنا “منذ بداية الطريق والقوات تنادي إما بجلسة انتخابية مفتوحة على طريقة انتخاب رئيس مجلس النواب الأميركي، وإما من خلال مشاورات بعيدة من الأضواء، تنتج التوافق على اسم يترجم في البرلمان، تماما كما حصل التمديد العسكري، من هنا جاء مد اليد الذي أعلنه جعجع فور انتهاء عملية التمديد آملا في إسقاط التجربة على انتخاب رئيس للجمهورية. أما الدعوات إلى الحوار بين عدد كبير من القيادات فلا يمكن أن تنتج توافقا، وبالتالي لن تثمر، وستكون كمن يشتري الوقت بانتظار أمر ما”. ويضيف المصدر القواتي “لكل مسألة ظروفها، فالفريق المعارض لديه كامل الاستعداد لانتخاب رئيس للجمهورية منذ اللحظة الأولى وحتى اليوم”، سائلا “هل باتت ظروف الفريق الآخر تسمح بالانتخاب؟ وهو الرافض منذ البداية الذهاب إلى جلسات متتالية، والتوافق على خيار ثالث، ويعمد إلى تعطيل نصاب الجلسات”. ويؤكد المصدر “رفض الذهاب إلى خيار يفرض على اللبنانيين، أما إذا بات الفريق الآخر جاهزا للذهاب نحو خيار ثالث، فبإمكان الرئيس بري من خلال المشاورات البعيدة من الأضواء أن تثمر جهوده ولن تكون النتيجة بعيدة المنال، شرط التأكد مما إذا كان حزب الله جاهزا لانتخاب الرئيس أم لا”. ويختم المصدر بالقول “بالنسبة إلينا تجربة التمديد العسكري تجربة ناجحة مع الرئيس بري ونأمل في تكرارها وفي أن تنسحب على الانتخابات الرئاسية”.

وبانتظار الأسابيع الأولى من العام الجديد، يبقى على اللبنانيين أن يرفعوا الصلاة على نية الخروج من النفق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى