أخبار محلية

جنبلاط خائف فتقرب من حزب الله

طوني عيسى – الجمهورية:

بعد لقائه الأخير مع وفد «حزب الله»، سُمعت أصوات تقول: جنبلاط انقلب من جديد. لقد نقل البندقية مرة أخرى. ولكن، في الواقع، ما يقوم به جنبلاط حالياً أبعد من الحسابات السياسية الداخلية.
المعلومات تفيد بأنّ جنبلاط أخذ على عاتقه مهمة وقائية في ظرف بالغ الدقة، وهي محاولة فتح خطوط اتصال مع «حزب الله» وترميم العلاقة به وإقناعه بالمساعدة على تجنّب المغامرة الإسرائيلية التي قد تكون على الأبواب. وهو يقوم بشرح وجهة نظره في لقاءاته الأخيرة مع الكوادر الحزبية والقواعد الشعبية في الجبل.

ويتردد أنّ الأقنية الديبلوماسية الغربية، والفرنسية خصوصاً، أبلغت القيادات السياسية اللبنانية تحذيرات من مغبة تجاهل التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان، بوتيرة منتظمة، فهي جدية جداً. ونبّهت إلى أن أي خطوة غير محسوبة من الجانب اللبناني ستتكفل بتحويل لبنان نموذجاً آخر من غزة، أي أن الرد الإسرائيلي عليها سيكون قاسياً ومدمراً.

وفي الأيام الأخيرة، وضع جنبلاط كوادر الحزب في أجواء أي سيناريو مفاجئ قد يشهده لبنان، ودعاهم إلى التصرف بمنتهى الحكمة إذا حصلت المغامرة الإسرائيلية، وتعرَّض الجنوب والضاحية لضربات أدت إلى تدمير وتهجير واسعَين. وطالبهم بأن يكونوا على أهبة الاستعداد لإيواء الأهالي الوافدين إلى قرى الجبل، وأن يتم احتضانهم والتعاطي معهم بمنتهى الود والتعاطف ودعمهم بكل الأشكال.

ويروي العارفون أن قرى الجبل تشهد مصالحات وترتيب علاقات شاملة سواء على المستوى الدرزي الداخلي، أو على المستوى الحزبي، كالعلاقة بين الحزبين الاشتراكي والقومي، لأن المرحلة تقتضي ذلك.

وعندما سُئل جنبلاط: هل سيكون ممكناً أن يتجاوز الجميع ترسبات أحداث أيار 2008 مع البيئة الشيعية؟ أجاب: بالتأكيد. يجب نسيان هذه الصفحة تماماً.

ولكن، الأهم بالنسبة إلى جنبلاط هو أن تنجح المساعي ويتم نقل صورة الموقف الغربي، والفرنسي خصوصاً، إلى «حزب الله»، فيقتنع بأن تنفيذ القرار 1701 هو الأنسب لانتزاع الذرائع من يد إسرائيل وإحباط أي خطة لتضرب «الحزب» كما هي تضرب «حماس»، ولتدمِّر لبنان كما هي تدمّر غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى