أخبار محلية

حرب قومية – قومية في بيروت

“ليبانون ديبايت” – المحرر السياسي

أرسلت المديرية العامة لأمن الدولة كتابا إلى مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني حذرت فيه من مغبة حصول إشكال قومي- قومي قد يتطور إلى مواجهات واشتباكات بين المناصرين، وذلك على خلفية احتفالي متزامنين شهدهما منطقة الحمرا. الأول يعود للجناح المحسوب على النائب السابق أسعد حردان، والثاني للجناح المحسوب على ربيع بنات والذي يتخذ من مركز الحزب الرئيسي في الروشة مركزا له، وذلك على خلفية إحياء ذكرى عملية الويمبي التي نفذها خالد علوان واستهدف من خلالها دورية إسرائيلية معادية بتاريخ 24 أيلول 1982.

وفي المعلومات أن الجناح الذي يرأسه ربيع بنات دعا لإحياء ذكرى عملية الويمبي يوم الأحد المقبل الموافق للرابع والعشرين من أيلول في تمام الساعة 12 ظهرا. ويتخلل الاحتفال كلمات سياسية وعرضا كشفيا من وحي المناسبة.

وبشكل متزامن، وجهت دعوة وقف خلفها الجناح المحسوب على النائب السابق أسعد حردان، في نفس اليوم أي نهار الأحد بفرق ساعة عن الاحتفال الأول (في تمام الساعة 11:00)، على أن يتخلل إحياء المناسبة عرضا كشفيا رمزيا وذلك في قاعة الشهيد خالد علوان في البريستول- الحمراء، ما أثار مخاوف من حصول احتكاكات بين الجناحين القوميين ربطا بالخلافات المستشرية بينهما.

غير أن ما يمكن لفت النظر إليه الواقع المأساوي الذي يعيش الحزب القومي منذ أعوام، الذي تحول من حزب يدعو إلى الوحدة إلى حزب مجزأ ومفتت وسط محيط عائم على دعوات الفيدرالية والتقسيم، من سوريا إلى لبنان، والتي وجد الحزب كحالة مواجهة لها، مما يجعل خطاب الحزب القومي بشكل عام فاقد لقدرة ووسيلة الإقناع، ويجعل من احتمال الإقبال عليه مهددا مقارنة بالواقع.

وأكثر ما يدعو إلى الريبة هذا التنافس الحاد الجاري بين فصيلين أصلا يعانون من صعوبة في إقناع القوميين بالانجذاب إليهما، إنهما يوفران مصالح متبادلة في ما بينهم ويخدمان بعضهما في إطار التنافس العام، ولإظهار تنافس لا يطمح من خلاله إلا لظفر بمعادلات لها علاقة بالسلطة لا أكثر.

الدعوة إلى احتفالين متزامنين يمتازان بالخصومة، أوجد جدلية لها علاقة بتمثيل الأحزاب الحليفة للقوميين، والتي وقعت منذ مدة في معضلة كيفية التوازن في العلاقة بين جناحين حزبيين متخاصمين إلى حد ذهب قادة التنظيمين إلى حدود الصراع على كسب ود هذا الحزب أو ذم ، وشحذ الدعم من هذا الحزب أو ذاك، وطلب الاعتراف من هذا أو ذاك. ولعل الفوائد من إقامة احتفالين متزامنين لنفس الذكرى، إراحة ممثلي الأحزاب الوطنية من عناء المشاركة في احتفالين متباعدين زمنين ولنفس الفكرة.

فيمكن لهؤلاء الممثلون أن ينزلوا فور انتهاء مهرجان البريستول صوب شارع الحمراء للمشاركة في الاحتفال الثاني. ويمكن لهم أن يتبادلوا الأحاديث حول هذه المشهدية الراقية والوحدوية المذهلة والهائلة، أو يمكن لهم ارتداء عباءة “شيوخ صلح” ليفصلوا بين الجناحين المتحاربين، أو ربما مدهم بالوسائل التي تفيد في زيادة الشرخ في ما بينهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى