أخبار محلية

لبنان الرسمي «يتفرج» على وصول السفينة اليونانية إلى كاريش.. وهذا ما كشفه خبيران لـ«جنوبية»!

جنوبية

في 5 يونيو، 2022 تحت تصنيف التصانيفأحدث الأخبار، الرئيسية، خاص استنفار كلامي لبناني، بلغ ذروته مع وصول سفينة التنقيب اليونانية fpso التابعة لشركة انيرجي ، إلى حقل كاريش النفطي الغازي قبالة مدينة حيفا الفلسطينية المحتلة، على اعتبار ان جزءا من كاريش الذي تجري فيه اسرائيل اعمال تنقيب منذ فترة، منطقة متنازع عليها ، على اساس مقترح ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي ينطلق من الخط ٢٩ وليس ٢٣، كما أكده الوفد اللبناني إلى مفاوضات الترسيم برئاسة العميد الركن الطيار بسام ياسين ، مستندا إلى تقرير معهد علوم البحار البريطاني وايضا اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان واسرائيل العام ١٩٤٩. ولكن كل هذا الكلام ، وبحسب عدد من الخبراء والمتابعين وحتى رئاسة الوفد اللبناني، يبقى غير مثبت حسب القانون الدولي، وما زاد على هذا الطين بلة الكلام الأخير لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أعلن تبني الخط ٢٣ الذي سبق أن تم تبنيه من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي العام ٢٠١١ برسالة إلى إلامم المتحدة من خلال المرسوم ٦٤٣٣. الباخرة الاسرائيلية وفي ظل هذا التخبط اللبناني الكبير ، وعدم رؤية وهدف واحد لاركان الدولة ، تجاه هذا الملف السياسي والاقتصادي، أتيحت الفرصة لإسرائيل، التي تعمل على نار هادئة مستغلة الخلاف الداخلي اللبناني، الذي لم يتمكن إلى الآن من تعديل المرسوم ٦٤٣٣ الذي يبيت في القصر الجمهوري، ويحتاج إلى توقيع رئيس الجمهورية، بعدما كان وقعه كل من رئيس الحكومة السابق حسان دياب ووزيري الدفاع والأشغال في حكومته. يتابع العميد المتقاعد جورج نادر من جبهة ١٧ تشرين ملف ترسيم الحدود البحرية وعمل على توقيع عرائض مع آخرين لرفعها إلى المسؤولين تطالب التمسك بالخط ٢٩، وقال ل “جنوبية” ان “القانون الدولي واضح، واذا لم نرسل تعديل المرسوم ٦٤٣٣ إلى الأمم المتحدة، ليس بوسعنا الاعتراض على الأعمال شمال الخط ٣٩، فالمرسوم غير المعدل يحدد الخط ٢٣ للحدود البحرية خلافا لتقرير معهد العلوم البريطاني”. أضاف “في العام ٢٠٠٧ رسموا الحدود البحرية مع قبرص وتنازلوا عن ٢٢٠٠ كليو متر من حقوق لبنان، وفي العام ٢٠١١ استعانوا بالتقرير البريطاني الذي قال إن حدود لبنان هي الخط ٢٩ لكنهم بعد شهرين ( الحكومة ) يرسلون المرسوم ٦٤٣٣ ويتبنون الخط ٢٣ بدلا من الخط ٢٩”، مؤكدا أن “ما حصل يعتبر خيانة عظمى”. نادر لـ”جنوبية”: تبني الخط ٢٣ خيانة عظمى! وأشار نادر إلى أن “مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر، تحدث ان بعض الوزراء وافقوا على الخط ٢٣ مقابل رفع العقوبات الأميركية، ولم يكذب أحد هذا الكلام”، وسأل “اين أحزاب السيادة والممانعة من هذا الملف”. ولفت إلى “أن السفينة اليونانية الآتية من سنغافور ، التي تكلف رحلتها ملايين الدولارات، ما كانت لتبحر إلى كاريش لولا ضمانات إسرائيلية، تحصل عليها من اميركا، التي بدورها تحصل على ضمانات من لبنان”، مؤكدا بأن “هناك اتفاق اسرائيل أوروبي يقضي بتوريد الغاز إلى أوروبا من كاريش خلال ١٨ شهرا”. العميد جورج نادر من جهتها اكدت خبيرة النفط في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لوري هايتيان لـ”جنوبية” على “عدم وجود وضوح في الموقف اللبناني، فمن ناحية ارسلوا احداثيات الخط ٢٣العام ٢٠١١، وفي الوقت عينه هناك رسالتين أخريين تلمح ان كاريش منطقة متنازع عليها وتقع ضمن الخط ٢٩، ولكن رئيس الجمهورية كان له الفصل في آخر كلام له فأعلن بصراحة تبني الخط ٢٣”. هايتيان لـ”جنوبية” اسرائيل مستفيدة من عدم وضوح الموقف اللبناني وقالت: “أمام هذا التخبط، فإن اسرائيل مرتاحة على وضعها لان لبنان الرسمي قال انه مع الخط ٢٣”. أضافت: “وفوق ذلك فان أموس هوكشتاين الموفد الأميركي إلى مفاوضات الترسيم عرض عليهم، تقاسم ٨٦٠ كيلو مترا مربعا وليس عرضا بين خطي ٣٣ و٣٩ والحكومة رفضت. والمطلوب اليوم من الحكومة ان توضح موقفها، اذا ما كانت مصرة على الخط ٢٩ من خلال تعديل المرسوم ٦٤٣٣، وان تحذر انيرجي من العمل في منطقة متنازع عليها والطلب من اميركا إعادة المفاوضات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى