أبرز الأخبار

في هذه الحالة.. “حزب الله” سيتخلى عن فرنجية “رئاسياً”!

عندما قرّر “حزب الله” زيارة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لعقد لقاء “مُصارحة” معه قبل أيّام في مركزيّة “التيار” في ميرنا الشالوحي، كان الأوّلُ يُدرك تماماً أنّ الثغرات كبيرة جداً، وأنّ وجهات النظر في مختلف الملفات الضاغطة حالياً لن تكون متطابقة مع ما يريدهُ باسيل. إلا أنه ومن باب “الحرص” على العلاقة السياسية، وجد الحزبُ نفسه في موقع لتلبية نداء رئيس “الوطني الحر” للتلاقي، ولكن ليس لـ”تلبيته” في مطالبه، وهنا يكمُن الفرق الكبير.

حالياً، فإنّ الأكيد هو أن باسيل ما زال غير راضٍ عن ترشيح رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية، فلا “حزب الله” أقنعه ولا أي جبهةٍ أخرى. في المقابل، فإنَّ الحزب ما زال يتريث في الإعلان عن ترشيح فرنجيّة، والسبب هو إيجادُ أرضية مشتركة مع باسيل قد تساهم في الوصول إلى حلّ، لكنّ على ما يبدو هو أنّ الأخير يُعاني من أزمةٍ كبرى جعلته مُكبلاً بقوة، ومن المُمكن أن تنفجر الأمور بينه وبين أعضاء حزبه بالدرجة الأولى.

في جملة التسريبات المعنية بلقاء ميرنا الشالوحي، برز أمرٌ لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، ومفاده أن وفد “حزب الله” الذي زار باسيل سأل الأخير عن اسم يُرشحه للرئاسة بدلاً من فرنجية. عندها، جاء القرارُ بأنه “لا يوجد إسم”، والتركيز يكون على المشروع وليس على الشخصية، وذلك على “ذمة الراوي”. ضمنياً، فإنّ ما قيلَ هو أقرب إلى الواقع، فباسيل ما زال مُجرّداً من أيّ ترشيحات فعلية، ولو أقدَم على إبلاغ “حزب الله” بإسم شخصية مُعينة بأي شكلٍ من الإشكال، فإنه سيكون بذلك قد تخطّى كل نوابه، وتجاوز بفعلتهِ جميع من حوله. لهذا، فإنّ الأساس في الأزمة هو أن باسيل يعاني من عدم قدرته على إحداث تفاهم ضمن تكتله على شخصية رئاسية معينة، ولهذا فإنّ الحوار مع “حزب الله” بهذا الشأن لن يكون سهلاً قبل نجاح باسيل بمعالجة أزمته الحزبية الداخلية.

وتذكيراً، فإنّ الجلسة التي جمعت باسيل بنوابه في البيّاضة قبل نحو أسبوعين، لم تُفضِ إلى نتائج ملموسة بشأن شخصية رئاسية، وحتى باسيل نفسه لم يستطع حسم مسألة ترشيحه. وأمام ذلك، فإن “حزب الله” راقبَ وتابع، وفي ذروة “الإشتباك” لبى نداء الإقتراب، إلا أن باسيل ما زال غير جاهز، وما يقوم به حالياً ليس إلا لعباً في الوقت الضائع لأنه حتى الآن لم يحظَ بالضمانات التي يريدها للسير بما قدر يطلبه الحزب، سواء بشكل كامل أو جزئي.

من دون أدنى شك، فإنّ الإصرار القائم لدى “حزب الله” بشأن فرنجية بدأ يزداد أكثر فأكثر، والأرضية أمام الأخير باتت تتحضّر، إلا في حالة واحدة تتمثل في إعلان فرنجية عزوفه عن الترشح للرئاسة. عندها، سيكون “حزب الله” أكثر تحرراً، وبالتالي سيقترب باسيل منهُ مجدداً وقد تُصبح شروطه أسهل بكثير في لحظة بروز فرنجية على الخطّ الرئاسي. ولكن، ما هي خطّة “حزب الله” الأخرى؟ من سيختار وهل سيسيرُ بخيار باسيل في حال ابتعاد فرنجية عن المشهد؟

الأكيدُ هو أن “حزب الله” لن يسير بباسيل لاعتبارات تتصلُ بـ”التوافق”، فالأخير ليس مرشحاً توافقياً في حين أنه يمثل رئيس “تحدٍّ” بالنسبة لأطراف عديدة. في مقابل ذلك، فإنّ الأزمة الكبرى التي ستنشأ في حال قرر الحزب اختيار باسيل، ستكون بين حارة حريك ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يرفضُ تماماً تقدم أسهم باسيل على غيره. هنا، فإنّ الحزب سيقف أمام العلاقة مع بري وحتماً سيختارها لأنها ضمانة له، في حين أن ابتعاده عن “التيار” واردٌ بقوة وتأثيراته لا تُذكر مقارنة بتأثيرات انفصال الحزب عن حركة “أمل”.

في أيّة حال، فإنّ ما يجري حالياً على صعيد حوار “حزب الله” – باسيل هو مُقدّمة لمرحلة جدية رئاسياً.. ففي حال اقتنع الأخير بفرنجية، عندها يُمكن أن يتم انتخابه بدعمٍ مسيحي، وهذا الأمر يراهن الحزب عليه بدرجة كبيرة. إلا أنه في المقابل، فإنّ الأساس في كل ذلك هو ما ستفعله الأطراف الأخرى، وعمّا إذا كانت ستتخذ منحى فرنجية كطرفٍ يُمكن أن يحظى بإجماعٍ مسيحي داخلي.

خلاصة القول هي أنّ الترقب سيسيطرُ على المشهد، والأمور كلها متوقفة عند باسيل، لكنها في الوقت نفسه لن تستمر كذلك وقد لا يبقى الحزب واقفاً عند الأخير. ولهذا، بين العزلة واختيار فرنجية.. ماذا سيختار باسيل؟

المصدر: “لبنان 24”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى